نام کتاب : الرفق في المنظور الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 28
الله صلى الله عليه وآله وسلم - قال الله تعالى : إني جعلت الدنيا بين عبادي قرضا ، فمن أقرضني منها قرضا أعطيته بكل واحدة عشرا إلى سبع مئة ضعف وما شئت من ذلك ، فمن لم يقرضني قرضا فأخذت منه شيئا قسرا فصبر أعطيته ثلاث خصال لو أعطيت واحدة منهن ملائكتي لرضوا بها مني . قال الإمام الصادق عليه السلام : قوله تعالى : ( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ) فهذه واحدة من ثلاث خصال ، ( ورحمة ) اثنان ، ( وأولئك هم المهتدون ) ثلاث . . هذا لمن أخذ الله منه شيئا قسرا فصبر [1] . هذه الصلوات والرحمة عليهم في الدنيا تصنع فيهم الشخصية الفذة وتمنحهم العزيمة الصامدة ( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) [2] فالغفران - وهو مفردة من المفردات التي يقوم عليها مبدأ الرفق - هو من أعلى الأعمال شرفا وأكثرها ثباتا ، وإنه لكاشف قطعا عن همم عالية وعقول راجحة ومروءة صادقة ، يلازمها على الدوام ترفع على تتبع عثرات الآخرين ، وبهذا يكسب ودهم ويسمو عليهم لسمو روحه عن دوافع الثأر للذات والتذبذب في حضيض ( الأنا ) . هذه بعض الآيات المحكمات التي يمكن الاستفادة منها والاستضاءة بأنوارها والاهتداء بها في موضوع الرفق تفيأنا تحت ظلالها الوارفة في وقفتنا القصيرة هذه ، والمتأمل في آيات الذكر الحكيم يجد غيرها من الآيات البينات التي تدعو إلى الرفق واللين واللطف والرأفة في حركة الفرد والمجتمع .
[1] تفسير البرهان 1 : 359 - 360 تحقيق مؤسسة البعثة - ط 1 - 1415 ه . [2] الشورى 42 : 43 .
28
نام کتاب : الرفق في المنظور الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 28