نام کتاب : الرفق في المنظور الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 27
ولا شك أن الوصول لمثل هذا أمر متعسر على الجميع ولا يحلق في سماء فضيلته إلا الكمل من الناس وبدرجات متفاوتة هي على قدر همة الساعين إليه . ذو حظ عظيم : ولأجل هذه الحقيقة القائمة بين الناس نرى الآية القرآنية المباركة التي تلتها تصرح بهذا الامر . إذ تقول ( وما يلقها إلا الذين صبروا وما يلقها إلا ذو حظ عظيم ) [1] فهي تعلن أن مبدأ الرفق والبلوغ من خلاله إلى درجة الدفع بالتي هي أحسن حتى يصير كأنه ولي حميم ، أمر يليق بالعينات السائرة في درب التكامل ، وقد استحقت الدخول في زمرة الذين صبروا وطبيعي أن هذه الزمرة هي من ذوات الحظ العظيم أي من ذوات الرأي السديد ، والعقل الراجح ، والرعاية الخاصة ، والنصيب الأوفر في مجال الفيوضات الربانية بما يستحقونه على صبرهم وتحملهم في سبيل الله ، وبما لهم من حظ وافر في مكارم الأخلاق وفواضل السجايا . فهنيئا للصابرين منا في درب الاسلام العزيز ( الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون ) [2] ( . . . وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) [3] . في حديث قدسي شريف - يسنده الإمام الصادق عليه السلام إلى رسول