responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرفق في المنظور الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 15


ولمزيد من الرفق أمرت هذه الآية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم - ومن يقتدي به من باب أولى - أن يشاور أولئك الذين صدر عنهم الفرار من الزحف وتركوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الميدان مع نفر قلائل من أصحابه ، فقال عز وجل ( وشاورهم في الامر ) وبعد ذلك يمضي ما يراه الأصوب في ذلك ( فإذا عزمت فتوكل على الله ) والآية اذن تضرب على وتر الرفق بكل أبعاده لينشد أنغامه القدسية في هذه الحياة ، وليصنع الأثر الذي يريده الله تعالى في درب التكامل البشري من خلال رسالته السامية .
ويحضى الامر باللين والرفق والرحمة في هذا الموضع بالذات بوقع خاص يجلي أهمية هذه القيم على نحو قد يظهره موضع آخر . . إذ جاء ذلك على أثر مخالفة المسلمين أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد ، تلك المخالفة التي أدت إلى أسوء النتائج إذ دهمهم العدو ، فلم يجدوا في أنفسهم ثباتا ، فانقلبوا منهزمين يلوذون بالجبل ، وتركوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع نفر يسير من أصحابه ، حتى أثخنته الجراح وكسرت رباعيته وشج وجهه ، وهو صامد يدعوهم فلم يفيئوا إليه حتى انكشف العدو ، فلما رجعوا لم يعنفهم ولم يسمعهم كلمة ملامة ولا ذكرهم بأمره الذي خالفوه فتحملوا بخلافهم مسؤولية كل ما وقع . . بل رحب بهم وكأن شيئا لم يكن ، وكلمهم برفق ولين ، وما هذا الرفق واللين إلا رحمة من الله بنبيه وعون له على رباطة الجأش . . وإذا مدح الله نبيه بكظم الغيض والرفق بأصحابه على اساءتهم له ، فبالأولى أن يعفو الله ويصفح عن عباده المسيئين . . ثم بين سبحانه الحكمة من لين جانب نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بخطابه له : ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) وشمت العدو بك وطمع فيك ولم يتم أمرك وتنتشر رسالتك . .

15

نام کتاب : الرفق في المنظور الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست