وساريةٍ غنَّى لها الرعد فانبرتْ * تفضّ شؤونَ الدمعِ في كلِّ منزلِ وطبّقت الدنيا فلم تخلُ بقعةٌ * لما نسجتها من جنوب وشمألِ وأضرم فيها البرق ناراً كأنَّه * منارةُ ممسى راهبٍ متبتّلِ إذا قدحتْ في أبيض السحب خلتها * عصارة حنَّاءٍ بشيبٍ مرجّلِ فجادتْ بمنهل العزالى كأنَّه * جلاميدُ صخرٍ حطَّهُ السيلُ من علِ وأفعمت الغدران حتّى كأنَّما * ترائبها مصقولة كالسّجنجلِ وأبدتْ لنا زهراً أريجاً كأنَّه * نسيم الصبا جاءت بريّا القرنفلِ الزاهي في قوس قزح :ضحك الزمان لدمعِ غيم مقبل * ينهلّ بين شمائل وجنائبِ وكأنَّ وجه الجوِّ نيطَ ببرقعٍ * وكأنَّ شمس الدجن وجنةُ كاعبِ وكأنَّ قوسَ المزنِ في تخطيطه * شفةٌ بدتْ من تحتِ خضرة شاربِ الحيص بيص في السحاب :دانٍ يكادُ الوحشُ يكرعُ وسطه * وتمسُّهُ كفُّ الوليدِ المرضعِ