كأنَّا خدّي على خدّه * لمَّا اعتنقنا غدوةَ البينِ السري الرَّفَّاء : وجناتِ تحيي الشربَ وهناً * جنى وهداتها وجنى رُباها إذا ركد الهواء جرت نسيماً * وإن طاح الغمام طفت مياها يفرّج وشيها غمّاءَ وردٍ * يفيضُ على لآلئ من حصاها ويأبى زهرها إلاّ هجوعاً * ويأبى عرفُها إلاّ انتباها البحتري : قطراتٌ من السحابِ وروضٌ * نثرتْ وردَها عليه الخدودُ فالرياحُ التي تهبُّ نسيمٌ * والنجومُ التي تطلُّ سعودُ وقال أيضاً : ولا زالَ مخضرٌّ من الروضِ يانعٌ * عليه بمحمرٍّ من النورِ جاسدِ يذكِّرنا ريَّا الأحبةِ كلما * تنَّفس في جنحٍ من الليلِ باردِ