وقال : أشتهي في الغناءِ بحةَ حلقٍ * ناعم الصوتِ متعبٍ مكدودِ كأنينِ المحبِّ أضعفهُ الشو * قُ فضاهى به أنينَ العودِ كهبوبِ الصبا توسّطَ حالاً * بينَ حالينِ شدةٍ وركودِ ابن الرومي : تتغنّى كأنَّها لا تغنّي * من سكونِ الأوصالِ وهي تجيدُ مدَّ في شأوِ صوتها نفسٌ * كافٍ كأنفاس عاشقيها مديدُ قيل لرجل : أي المغنين أحذق ؟ فقال : ابن سريح كأنه خلق من كل قلب ، فهو يغني لكل إنسان ما يشتهيه ، نظمه ابن الرومي فقال : كأنه قالب لكلّ هوًى * فكلّهُ والمنى على قدرِ قال بعض الملوك لجليس له : صف لي هاتين المغنيتين ، فقال : هما كالعينين أيهما فتحت أبصرت بها . وقال بعض الحكماء : إذا وقع في يدك يوم السرور فلا تخله فإنك إذا وقعت في يوم الغم لم يخلك .