responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستصفى نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 3


بسم الله الرحمن الرحيم خطبة الكتاب الحمد لله القوي القادر ، الولي الناصر ، اللطيف القاهر ، المنتقم الغافر ، الباطن الظاهر ، الأول الآخر ، الذي جعل العقل أرجح الكنوز والذخائر ، والعلم أربح المكاسب والمتاجر ، وأشرف المعالي والمفاخر ، وأكرم المحامد والمآثر ، وأحمد الموارد والمصادر ، فشرفت بإثباته الأقلام والمحابر ، وتزينت بسماعه المحاريب والمنابر ، وتحلت برقومه الأوراق والدفاتر ، وتقدم بشرفه الأصاغر على الأكابر ، واستضاءت ببهائه الاسرار والضمائر ، وتنورت بأنواره القلوب والبصائر ، واستحقر في ضيائه ضياء الشمس الباهر على الفلك الدائر ، واستصغر في نوره الباطن ما ظهر من نور الأحداق والنواظر ، حتى تغلغل بضيائه في أعماق المغمضات جنود الخواطر ، وإن كلت عنها النواظر ، وكثفت عليها الحجب والسواتر .
والصلاة على محمد رسوله ذي العنصر الطاهر ، والمجد المتظاهر ، والشر ف المتناصر ، والكرم المتقاطر ، المبعوث بشيرا للمؤمنين ، ونذيرا للكافرين ، وناسخا بشرعه كل شرع غابر ودين داثر ، المؤيد بالقرآن المجيد ، الذي لا يمله سامع ولا آثر ، ولا يدرك كنه جزالته ناظم ولا ناثر ، ولا يحيط بعجائبه وصف واصف ولا ذكر ذاكر ، وكل بليغ دون ذوق فهم جليات أسراره قاصر ، وعلى آله وأصحابه وسلم كثيرا ، كثرة ينقطع دونها عمر العاد الحاصر .
أما بعد : فقد تناطق قاضي العقل ، وهو الحاكم الذي لا يعزل ولا يبدل ، وشاهد الشرع وهو الشاهد المزكى المعدل ، بأن الدنيا دار غرور لا دار سرور ، ومطية عمل لا مطية كسل ، ومنزل عبور لا متنزه حبور ، ومحل تجارة لا مسكن عمارة ، ومتجر بضاعتها الطاعة ، وربحها الفوز يوم تقوم الساعة ، والطاعة طاعتان ، عمل وعلم ، والعلم أنجحها وأربحها ، فإنه أيضا من العمل ، ولكنه عمل القلب الذي هو أعز الأعضاء ، وسعي العقل الذي هو أشرف الأشياء ، لأنه مركب الديانة ، وحامل الأمانة ، إذ عرضت على الأرض والجبال والسماء فأشفقن من حملها وأبين أن يحملنها غاية الاباء .
ثم العلوم ثلاثة :
1 - عقلي محض ، لا يحث الشرع عليه ولا يندب إليه ، كالحساب والهندسة والنجوم وأمثاله من العلوم فهي بين ظنون كاذبة لائقة ، وإن بعض الظن إثم ، وبين علوم صادقة لا منفعة لها ، ونعوذ بالله من علم لا ينفع ، وليست المنفعة في الشهوات الحاضرة ، والنعم الفاخرة ، فإنها فانية داثرة ، بل النفع ثواب دار الآخرة .

نام کتاب : المستصفى نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست