responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصول في الأصول نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 3


مقدمة إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد ان محمدا عبده ورسوله . " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ، إن الله كان عليكم رقيبا " " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما " .
وبعد فان التحقيق فن اسلامي أصيل ، له قواعده وأصوله ، وما علم الرواية والدراية في الحديث ، إلا هذا الفن التحقيقي الذي يفوق في دقته ، ما نسبه المستشرقون لأنفسهم من ريادة علم التحقيق ، بل لا مجال للمقارنة البتة .
وعلم التحقيق في مصنفات التراث ، ما هو الا قبس من ذلك الفن الاسلامي العريق .
وكم نحن اليوم في حاجة إلى بعث ذلك التراث ، وتمحيصه ، خصوصا التراث الذي بدأ مع عهد التدوين بشكله الواسع في القرن الرابع الهجري ، حيث اتسعت حركة التأليف وتنوعت العلوم والفنون . وكثير من هذا التراث دفين لم يجد من يتفرغ لاخراجه وتحقيقه ، ولا شك أن هذا التراث محتاج إلى التحقيق والدراسة والتدقيق .
فقد كان اعتماد العلماء في نشر علمهم - في الجملة - رهين النساخ ، فاتخذ كثير من الناس مهنة النسخ حرفة لتسجيل العلم وتدوينه ، فكان منهم النساخ العاديون ، ومنهم العلماء ، ومنهم من يدرك فنا دون آخر ، فوقع في جملة ذلك أخطاء وتصحيفات وتحريفات وسقط عبارات لتكرار أخرى ، مما أخرج كثيرا من العبارات عن مجراها ومقصدها ، وحمل المؤلف ما لا يتحمله ، بل وصل الامر إلى الخطأ في نسبة المؤلفات لأصحابها لتشابه المصنفات ، وأسماء المؤلفين .
إلا أن حركة التدوين عن طريق النسخ سلمت من الإضافات والتحريفات الشنيعة ، والترف بالعبارات التصرف المقصود ، فلم يكن ذلك من دأب ولا صنيع النساخ ، فان خوف الله ورقابته أضفت على النفوس سالمة ونبل مقصد .

نام کتاب : الفصول في الأصول نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست