نام کتاب : الاحكام نویسنده : الآمدي جلد : 0 صفحه : 6
الأول : تحرير القواعد الأصولية وإقامة الأدلة عليها من الكتاب والسنة وإيضاح منهجه في الاستدلال وتأييده بالشواهد من اللغة العربية . الثاني : الاكثار من الأمثلة لزيادة الايضاح ، والتطبيق لكثير من الأدلة على قضايا في أصول الشريعة وفروعها ، مع نقاش للمخالفين تزيده جزالة العبارة قوة ، وتكسبه جمالا فكان كتابه قاعدة محكمة بنى عليها من جاء بعده ، ومنهجه فيه طريقا واضحا سلكه من الف في هذا العلم وتوسع فيه . وقد تبعه في الامرين أبو محمد علي بن حزم في كتابه " الاحكام في أصول الاحكام " بل كان أكثر منه سردا للأدلة النقلية مع نقدها ، وايرادا للفروع الفقهية مع ذكر مذاهب العلماء فيها ، وما احتجوا به عليها ، ثم يوسع ذلك نقدا ونقاشا ويرجح ما يراه صوابا . غير أن أبا محمد وان كان غير مدافع في سعة علمه واطلاعه على النصوص . وتمييز صحيحها من سقيمها ، و المعرفة بمذاهب العلماء وأدلتها ، وايراد ذلك في أسلوب رائع ، وعبارات سهلة واضحة ، لم يبلغ مبلغ الشافعي . فقد كان الشافعي أخبر منه بالنقل ، واعرف بطرقه ، وأقدر على نقده ، وأعدل في حكمه وأدرى بمعاني النصوص ومغزاها ، وأرعى لمقاصد الشريعة وأسرارها ، وبناء الاحكام عليها مع جزالة في العبارة تذكر بالعربية في عهدها الأول ، ومع حسن أدب في النقد ، وعفة لسان في نقاش الخصوم والرد على المخالفين . ولو سلك المؤلفون في الأصول بعد الشافعي طريقته في الامرين تقعيدا واستدلالا وتطبيقا وايضاحا بكثرة الأمثلة وتركوا الخيال وكثرة الجدل والفروض واطرحوا العصبية في النقاش والحجاج . ولم يزيدوا الا ما تقتضي طبيعة النماء في العلوم اضافته من مسائل وتفاصيل لما أصل في الأبواب ، والا ما تدعوا إليه الحاجة من التطبيق والتمثيل من واقع الحياة للايضاح ، كما فعل ابن حزم لسهل هذا العلم على طالبيه ولانتهى بمن اشتغل به إلى صفوف المجتهدين من قريب . ولكنهم اختلفوا فاخذ كل جانبا . فمنهم من عنى بالقواعد واثباتا بالأدلة عقلا ونقلا مع بسط القول ووضوح العبارة في سوق الأدلة ونقاشها وضوحا لا يعوز القارئ إلى شرح أو بيان .
كلمة المعلق 5
نام کتاب : الاحكام نویسنده : الآمدي جلد : 0 صفحه : 6