نام کتاب : الاحكام نویسنده : الآمدي جلد : 0 صفحه : 5
وقد كانت العربية سليقة للصحابة رضي الله عنهم وبلغتهم نزل القران ، وبها بينه النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانوا يعرفون مقصد الكلام ومغزاه من لحن القول وفحواه ، وقد شهدوا عهد الوحي والتنزيل ، ولزموا النبي صلى الله عليه وسلم في سفره وإقامته ، وكانوا مع ذلك على جانب عظيم من الفطنة والذكاء وسلامة الذوق ونور البصيرة والحرص على التشريع علما وعملا ، فوقفوا على أسرار الشريعة ومقاصدها ، ولم يجدوا في أنفسهم حاجة إلى دراسة قواعد يستعينون بها في استثمار نصوص الشريعة ولا ضرورة تلجئهم إلى تدوين أصول يرجع إليها في استنباط الاحكام من الأدلة . وقد سار التابعون على مدرجتهم ، وسلكوا سبيلهم فاستغنوا غناهم لقرب العهد بالوحي ، وقوة الصلة بالصحابة ، وكثرة الاخذ عنهم والمخالطة لهم ، وغلبة السلامة على اللغة العربية من الكلمات الدخيلة . ولما بعد العهد بزمن النبوة ، وكثر اختلاط العرب بغيرهم من الفرس والروم ، وترجم كثير من الكتب اليونانية وغيرها إلى اللغة العربية أيام الدولة العباسية استعجم كثير من العرب في لغتهم ، وأساليب كلامهم ، وتأثرت أذواقهم ، واختلف مناهجهم وتغيرت أغراضهم في نثرهم وشعرهم . واللغة العربية لغة الكتاب والسنة أسلوبا ومنهجا ، ومقصدا ومغزي فهي الطريق إلى فهمهما والعمدة في ادراك أسرارهما وعليها يتوقف معرفة كثير من وجوه اعجاز القران ، فلذا عني العلماء يحفظها في جوانبها المختلفة بشتى الوسائل وتوسعوا في تدوين قواعدها ، وبدأوا يضعون قواعد أصول الفقه . وساعدهم على ذلك ما وقفوا عليه في الكتب المترجمة من صناعة التأليف ونظام التقعيد وحسن التبويب والترتيب . وزاد تدوين أصول الفقه سهولة أن قواعده عند علماء الحديث في الحجاز وعلماء الرأي بالعراق بدأت تتمايز في نقاش المجتهدين من الفريقين ، وتظهر في حجاجهم واستدلالهم ، وان لم تكن مدونة لديهم . وكان أول من عني بتدوين أصول الفقه فيما اشتهر بين العلماء أبو عبد الله محمد ابن إدريس الشافعي فأملى كتابه المعروف بالرسالة ، وكتبه عنه الربيع بن سليمان المرادي ، وقد جمع في املاء الرسالة بين أمرين اجمالا .
كلمة المعلق 4
نام کتاب : الاحكام نویسنده : الآمدي جلد : 0 صفحه : 5