responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاحكام نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 23


قال أبو محمد : فلما وجدنا الله تعالى قد أمر في الآيات التي ذكرنا بالحجاج والمناظرة ، ولم يوجب قبول شئ إلا ببرهان ، وجب علينا تطلب الحجاج المذموم على ما قدمناه فوجدناه قد قال : * ( ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق ) فذم تعالى كما ترى الجدال بغير حجة والجدال في الباطل ، وأبطل تعالى بذلك قول المجانين كل مفتون ملقن حجة ، وبين تعالى أن المفتون هو الذي لا يلقن حجة ، وأن المحق هو الملقن حجة على الحقيقة وهم أهل الحق . وقال تعالى : * ( الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار ) * .
فقد جمعت هذه الآيات بيان الجدال المذموم ، والجدال المحمود الواجب ، فالواجب هو الذي يجادل متوليه في إظهار الحق ، والمذموم وجهان بنص الآيات التي ذكرنا : أحدهما من جادل بغير علم والثاني من جادل ناصرا للباطل بشغب وتمويه بعد ظهور الحق إليه ، وفي هذا بيان أن الحق في واحد ، وأنه لا شئ إلا ما قامت عليه حجة العقل ، وهؤلاء المذمومون الذين قال الله تعالى فيهم : * ( ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون ) * وقوله تعالى : * ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد ) * وقوله تعالى : * ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ، ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ) * وبقوله تعالى : * ( ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد ، كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب ) * فبين تعالى كما ترى أن الجدال ا لمحرم هو الجدال الذي يجادل به لينصر الباطل ويبطل الحق بغير علم .
قال أبو محمد : ويقال لمن أبى عن مطالبته الجدال ومعاناة طلب البرهان أن فرعون قال : * ( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ، وقال الذي آمن يقوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد ) * ، فبأي شئ يعرف المحق منهما من المبطل : هل يجوز أن يعرف ذلك إلا بدلائل غير كلامها ؟ .

نام کتاب : الاحكام نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست