نام کتاب : الاحكام نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 21
وكذلك نقول فيما لم يصح عندنا حتى الآن فنقول مجدين مقرين إن وجدنا ما هو أهدى منه اتبعناه وتركنا ما نحن عليه . وإنما هذا في مسائل تعارضت فيها الأحاديث والآي في ظاهر اللفظ ، ولم يقم لنا بيان الناسخ من المنسوخ فيها فقط أو في مسائل وردت فيها أحاديث لم تثبت عندنا ، ولعلها ثابتة في نقلها ، فإن بلغنا ثباتها صرنا إلى القول بها ، إلا أن هذا في أقوالنا قليل جدا والحمد لله رب العالمين . وأما سائر مذاهبنا فنحن منها على غاية اليقين وقال تعالى : * ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ) * فأمر عز وجل كما ترى بإيجاب المناظرة في رفق ، وبالانصاف في الجدال ، وترك التعسف والبذاء والاستطالة إلا على من بدأ بشئ من ذلك ، فيعارض حينئذ بما ينبغي . وقال تعالى : * ( فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ) * والسلطان الحجة كما ذكرنا وقال تعالى : ( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه ) فذكر عز وجل تقرير إبراهيم عليه السلام قومه على نقله الكواكب والشمس والقمر التي كانوا يعبدون من دون الله ، وأن ذلك دليل على خلقها ، وبرهان على حدوثها فقال عز وجل : * ( وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه ) . وقد أمرنا تعالى في نص القرآن باتباع ملة إبراهيم عليه السلام ، وخبرنا تعالى أن من ملة إبراهيم المحاجة والمناظرة ، فمرة للملك ومرة لقومه ، والاستدلال كما أخبرنا تعالى عنه ، ففرض علينا اتباع المناظرة لنصرف أهل الباطل إلى الحق وأن نطلب الصواب بالاستدلال فيما اختلف فيه المختلفون . قال الله عز وجل : * ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ) * فنحن المتبعون لإبراهيم عليه السلام في المحاجة والمناظرة ، فنحن أولى الناس به ، وسائر الناس مأمورون بذلك . قال الله تعالى : * ( فاتبعوا ملة إبراهيم ) * ومن ملته المناظرة كما ذكرنا ، فمن نهى عن المناظرة والحجة فليعلم أنه عاص لله عز وجل ومخالف لملة إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما . قال الله عز وجل ، وقد أثنى على أصحاب
نام کتاب : الاحكام نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 21