نام کتاب : أصول السرخسي نویسنده : السرخسي جلد : 1 صفحه : 164
الامتثال ظاهرا ، فتبين بهذا أن موجب النص ما هو موجب الظاهر ولكنه يزداد على الظاهر فيما يرجع إلى الوضوح والبيان بمعنى عرف من مراد المتكلم ، وإنما يظهر ذلك عند المقابلة ويكون النص أولى من الظاهر . وأما المفسر فهو اسم للمكشوف الذي يعرف المراد به مكشوفا على وجه لا يبقى معه احتمال التأويل فيكون فوق الظاهر والنص ، لان احتمال التأويل قائم فيهما منقطع في المفسر ، سواء كان ذلك مما يرجع إلى صيغة الكلام بأن لا يكون محتملا إلا وجها واحدا ولكنه لغة عربية أو استعارة دقيقة فيكون مكشوفا ببيان الصيغة ، أو يكون بقرينة من غير الصيغة ، فيتبين به المراد بالصيغة لا لمعنى من المتكلم فينقطع به احتمال التأويل إن كان خاصا واحتمال التخصيص إن كان عاما ، مثاله قوله تعالى : * ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون ) * فإن اسم الملائكة عام فيه احتمال الخصوص فبقوله : * ( كلهم ) * ينقطع هذا الاحتمال ويبقى احتمال الجمع والافتراق فبقوله : * ( أجمعون ) * ينقطع احتمال تأويل الافتراق ، وتبين أن المفسر حكمه زائد على حكم النص والظاهر فكان ملزما موجبه قطعا على وجه لا يبقى فيه احتمال التأويل ، ولكن يبقى احتمال النسخ . وأما المحكم فهو زائد على ما قلنا باعتبار أنه ليس فيه احتمال النسخ والتبديل ، وهو مأخوذ من قولك : بناء محكم : أي مأمون الانتقاض ، وأحكمت الصيغة : أي أمنت نقضها وتبديلها ، وقيل بل هو مأخوذ من قول القائل : أحكمت فلانا عن كذا : أي رددته ، قال القائل : أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم إني أخاف عليكم أن أغضبا أي امنعوا ، ومنه حكمة الفرس لأنها تمنعه من العثار والفساد ، فالمحكم ممتنع من احتمال التأويل ، ومن أن يرد عليه النسخ والتبديل ، ولهذا سمى الله تعالى المحكمات أم الكتاب : أي الأصل الذي يكون المرجع إليه بمنزلة الام للولد فإنه يرجع إليها ، وسميت مكة أم القرى لان الناس يرجعون إليها للحج وفي آخر الامر ،
165
نام کتاب : أصول السرخسي نویسنده : السرخسي جلد : 1 صفحه : 164