responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول السرخسي نویسنده : السرخسي    جلد : 1  صفحه : 154


لو قال الماء لان صيغته صيغة الفرد والمراد به الجنس فيتناول القليل والكثير ، سواء قرن به اللام أو لم يقرن ، لأنه لما خلا عن معنى الجماعة صيغة إذ ليس له وحدان كان جنسا ، فإدخال الألف واللام فيه يكون للتأكيد ، كالرجل يقول :
رأيت قوما وافدين ورأيت القوم الوافدين على فلان كان ذلك كتأكيد معنى الجنس .
ثم اسم الجنس يتناول الأدنى حقيقة من الوجه الذي قررنا أنه لو تصور أن لا يبقى من الماء إلا ذلك القليل كان اسم الماء له حقيقة ولا يتغير ذلك بكثرة الجنس .
وقد قال بعض مشايخنا رحمهم الله : إن الحالف إنما يمنع نفسه بيمينه عما في وسعه وفي وسعه شرب القليل من الجنس وليس في وسعه شرب الجميع فلعلمنا بأنه لم يرد جميع الجنس صرفناه إلى أقل ما يتناوله اسم الجنس على احتمال أن يكون مراده الكل حتى إذا نواه لم يحنث قط .
ومن هذا القسم كلمة من فإنها كلمة مبهمة وهي عبارة عن ذات من يعقل ، وهي تحتمل الخصوص والعموم ، ألا ترى أنه إذا قيل من في الدار يستقيم في جوابه فيها فلان وفلان وفلان ؟ وإذا قال من أنت يستقيم في جوابه أنا فلان فمتى وصلت هذه الكلمة بمعهود كانت للخصوص وإذا وصلت بغير المعهود تحتمل العموم والخصوص والأصل فيها العموم ، قال الله تعالى : * ( ومنهم من يستمع إليك ) * وقال : * ( ومنهم من ينظر إليك ) * إلى قوله تعالى :
* ( ولو كانوا لا يبصرون ) * وقال تعالى : * ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) * والمراد العموم ، وقال ( ص ) : من قتل قتيلا فله سلبه ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن وعلى هذا الأصل قلنا إذا قال من شاء من عبيدي العتق فهو حر فشاؤوا جميعا عتقوا لان كلمة من تقتضي العموم وإنما أضاف المشيئة إلى من دخل تحت كلمة من فيتعمم بعمومه .
وقال أبو يوسف ومحمد : إذا قال من شئت من عبيدي عتقه فهو حر فشاء عتقهم جميعا عتقوا أيضا ، لان كلمة من تعم العبيد ومن لتمييز هذا الجنس من سائر الأجناس بمنزلة قوله تعالى : * ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان ) * وإضافة المشيئة إلى خاص لا يغير العموم الثابت بكلمة من ، كما في قوله تعالى : * ( فأذن لمن شئت منهم ) * وقال تعالى :
* ( ترجي من تشاء منهن ) * ولكن أبو حنيفة رحمه الله قال : له أن يعتقهم جميعا إلا واحدا منهم ، لان كلمة من للتعميم ومن للتبعيض وهو الحقيقة فإذا أضاف المشيئة

155

نام کتاب : أصول السرخسي نویسنده : السرخسي    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست