responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وقاية الأذهان نویسنده : الشيخ محمد رضا النجفي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 68


وهي : أنّ من المفاهيم ما لا يوجد في الخارج إلاّ تبعا للغير ، فتلك المفاهيم كالابتداء والانتهاء - مثلا - موجودة بغيرها ، ومأخوذة صفة من صفاتها ، ولكنها توجد في الذهن على قسمين :
أولهما : أن توجد على نحو وجودها في الخارج ، أعني قائمة بغيرها مندكّة فيها .
وثانيهما : أن توجد مستقلَّة بنفسها ، بمعنى أن يلاحظها المتصوّر في حدّ نفسها ، ويجرّدها عن الخصوصيات التي لا توجد في الخارج بدونها ، ولا شك في إمكان وجودها في الذهن بهذا النحو ، أعني استقلالا ، وإن احتاج في تصوّرها إلى تصوّر ما يقوم بها ، ومجرّد الاحتياج إلى الغير لا يوجب أن يكون ذلك الغير جزءا منها ، ودخيلا في وضعها ، وما أشبهها من هذه الجهة بالأعراض فإنها تحتاج إلى الجوهر في وجودها الخارجي من غير أن يكون الجوهر جزءا من معناه ، وبالربح الَّذي لا بدّ في تصوّره من تصوّر التجارة ، إلى غير ذلك من أشباهها وهي كثيرة .
ثم نقول : إنّ الحروف موضوعة لتلك المعاني الموجودة على نحو الوجود الخارجي ، ومعانيها الاسميّة موضوعة لتلك أيضا ولكن على النحو الثاني وهي في اللحاظ الأول كلَّيات كما في اللحاظ الثاني ، إذ اختلاف اللحاظ لا يوجب الاختلاف في الحقيقة ، واحتياجها في الذهن إلى مفاهيم ترتبط بها لا يوجب جزئيّتها ، كما لا يوجبها احتياجها في الخارج إلى محالّ توجد بها .
ثالثها : ما ذهب إليه الشيخ الأستاذ [1] ، وبيّنه في مواضع من كتبه ، وهو :
« أنّ الحرف وضع ليستعمل وأريد منه معناه حالة لغيره وبما هو في الغير ، ووضع غيره ليستعمل وأريد منه معناه بما هو هو .
وعليه يكون كل من الاستقلال بالمفهوميّة وعدم الاستقلال بها إنما اعتبر في جانب الاستعمال ، لا في المستعمل فيه ليكون بينهما تفاوت بحسب المعنى ،



[1] صاحب الكفاية تاب ثراه ( مجد الدين ) .

68

نام کتاب : وقاية الأذهان نویسنده : الشيخ محمد رضا النجفي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست