responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وقاية الأذهان نویسنده : الشيخ محمد رضا النجفي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 504


أرادوا إلاّ الخير ، فتجاوز اللَّه عنّا وعنهم ، وجازاهم بحسن النية خيرا .
وقد قال إمام الشيعة بعد الأئمة ، ورباني هذه الأمة الشيخ أبو عبد اللَّه المفيد في شرح عقائد الشيخ الصدوق ، ما لفظه :
« أصحابنا المتعلَّقين بالأخبار أصحاب سلامة ، وبعد ذهن ، وقلَّة فطنة يمرّون على وجوههم فيما سمعوه من الأحاديث ، ولا ينظرون في سندها ، ولا يفرّقون بين حقّها وباطلها ، ولا يفهمون ما يدخل عليهم في إثباتها ، ولا يحصلون معاني ما يطلقون منها » [1] .
صدق أجزل اللَّه ثوابه ، وجعل الجنة مثابة ، ولو لا سلامة الذهن لما عمد هؤلاء إلى هذا المعجز العظيم الَّذي جعله المرسل به صلَّى اللَّه عليه وآله أكبر آية على رسالته ، وأعدل شاهد على صدقه في نبوّته ، فلم يتحد بسائر ما أوتي من الآيات الباهرات من حنين الجذع ، وتسبيح الحصاة ، بل تحدّى به ، وقال بتعليم اللَّه تعالى له : فأتوا بعشر سور مثله مفتريات [2] . فيجعلوه من قبيل الألغاز والمعمّيات ، وما ذاك إلاّ لعدّة روايات أكثر أسانيدها بين ضعيف وبين مرسل ، ومتونها مقسم إلى مجمل ومؤوّل .
فو الكتاب المبين ، ومن أنزل عليه صلَّى اللَّه عليه وآله أجمعين - لو تجاوزت عدّة هذه الأخبار عقد المئات ، وسلمت أسانيدها ومتونها من العلاّت ، ولم يكن فيها غير موثّق وصحيح ، لوجب أن يضرب بها وجه الجدار ، ويمحى أثرها من كتب الآثار ، كيف وليس فيها خبر يمكن الاعتماد عليه إلاّ وهو وارد في موارد أخرى ، كما أوضحه الشيخ في الرسالة [3] فكفانا مئونة الإطالة .
ومهما شك الإنسان في شيء ، فلا يشك في أنه صلَّى اللَّه عليه وآله دعا



[1] تصحيح الاعتقاد المطبوع مع أوائل المقالات : 213 .
[2] هود : 13 .
[3] راجع فرائد الأصول : 35 وما بعدها .

504

نام کتاب : وقاية الأذهان نویسنده : الشيخ محمد رضا النجفي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 504
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست