واعلم أنّ الشيخ الأستاذ [1] بعد أن استقرب الوضع التعيّني في الألفاظ المتداولة على لسان الشارع ، قال ما لفظه : « هذا كلَّه بناء على كون معانيها مستحدثة في شرعنا ، وأما بناء على كونها ثابتة في الشرائع السابقة ، كما هو قضية غير واحد من الآيات ، مثل قوله تعالى : كتب عليكم الصيام كما كتب [2] إلى آخره ، وقوله : وأذّن في الناس بالحجّ [3] وقوله تعالى : وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيّا [4] إلى غير ذلك ، فألفاظها حقائق لغويّة لا شرعيّة ، واختلاف الشرائع فيها جزءا وشرطا لا يوجب اختلافها في الحقيقة والماهيّة ، إذ لعلَّه كان من قبيل الاختلاف في المصاديق والمحققات كاختلافها بحسب الحالات في شرعنا » [5] انتهى . واعترض عليه بعض الأعلام [6] دام توفيقه بقوله : إنّها حكايات معان بألفاظ دالَّة على تلك المعاني في عرف المخاطب بهذا الكلام ، ولا يدلّ على كونها دالَّة على تلك المعاني في العرف السابق ، وهذا واضح . أقول : لو اقتصر في بيان هذا المدّعى بهذا المقدار من البيان لكان ورود هذا الاعتراض واضحا كما ذكره ، إذ الآيات الكريمة تدلّ على ثبوت تلك الماهيّات في تلك الشرائع ، لا على أنّها كانت تسمّى بهذه الألفاظ ، كيف ولغات
[1] الشيخ محمد كاظم الخراساني صاحب الكفاية طاب ثراه في الكفاية . ( مجد الدين ) [2] البقرة : 183 . [3] الحج : 27 . [4] مريم : 31 . [5] كفاية الأصول : 21 - 22 . [6] وهذا البعض ، الشيخ عبد الكريم اليزدي . ( مجد الدين ) وانظر درر الفوائد 1 : 16 - 17 .