responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وقاية الأذهان نویسنده : الشيخ محمد رضا النجفي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 124


نقله عن التفتازاني ( 1 ) ، أو في معانيها المجازية كما نقله عن بعض الناس ( 2 ) .
هذا ، على أنه لا معنى للاستعمال إلاّ إرادة الإفهام كما بيّناه سابقا ، ومن الواضح أنّ المتكلم بالمثالين المتقدمين يريد إفهام مخاطبه معنى التقدّم والتأخّر للرجلين ، واختلاف فعل اليدين .
وبالجملة فمرامه - طاب ثراه - في هذا المقام ملتبس علي جدّاً ، وليس مثلي من يسرع في الاعتراض على مثله ، وقد نقلت كلامه بنصّه طمعا في أن يظهر للناظر الفطن في هذا الكتاب ما خفي علي من الصواب .
وأنت - رعاك اللَّه - إذا راعيت الأصلين السابقين ، وسرت على منهاجهما الواضح ، رفعت لك أعلام الحقيقة ، وظهر لك أنّ الحال في مركّب المجاز كالحال في مفرده ، وأنّ ألفاظه مستعملة ولم تستعمل إلاّ فيما وضعت له ، وأنّ المتكلَّم به لا يريد بالإرادة الاستعمالية إلاّ إفهام المخاطب تلك المعاني الأصلية التي وضعت لها الألفاظ .
وأما إفهامه التردّد في المثال الأول فهو الغرض الداعي إلى الاستعمال وإلى إفهامه هذه الجملة لا أنه المستعمل فيه ، والبعد بين الغرض الداعي إلى التكلَّم وبين معنى الكلام بعد شاسع وشوط بطين ( 3 ) ، فمن وعدك بجبّة إذا دخل الشتاء ، وبممطرة إذا مطرت السماء تقول له : جاء الشتاء وجادت السماء ، وليس معنى هذين الإخبارين إنشاء : أعطني جبّة وممطرة ، بل تخبره بهما ليتذكر الوعد فينجزهما لك .
وإذا تأمّلت المحاورات العرفية ظهر لك أنّ الكثير منها - إن لم تكن الأكثر - من هذا النمط ، بل ربّما ترتّبت الأغراض ، وتسلسلت الدواعي ، وتكثّرت


( 1 و 2 ) الفصول الغروية : 28 . ( 3 ) البطين بمعنى : البعيد . ( منه ) . وانظر لسان العرب 13 : 57 .

124

نام کتاب : وقاية الأذهان نویسنده : الشيخ محمد رضا النجفي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست