responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وسيلة الوصول إلى حقائق الأصول نویسنده : الميرزا حسن السيادتي السبزواري    جلد : 1  صفحه : 32


القولي وكالإباحة فإنّها كما تحصل بالإنشاء القولي تحصل بالفعل الخارجي كإحضار الطعام عنده وكالإذن في دخول الدار مثلا ، فانّه كما يحصل بالقول يحصل بالفعل كفكّ الباب مثلا ، وهكذا .
والحاصل : أنّه كما تحصل هذه العناوين بالإنشاء القولي كذلك تحصل بالفعل الخارجي ما يكون مصداقاً ولا يكون إنشاءً قوليّاً وعقداً ، ولذا لم يتمسّك القائلون بصحّة المعاطاة ب‌ " أوفوا بالعقود " [1] وتمسّكوا ب‌ " أحلّ الله البيع " [2] ومن تمسّك منهم : ب‌ " أوفوا بالعقود " فكأنّه لم تظهر له معنى المعاطاة كما ينبغي .
فعلى هذا لا إشكال في حصول مصداق للوضع بهذا الفعل والاستعمال ، وإنّما الإشكال في أنّ نفس هذا الاستعمال هل هو استعمال حقيقي أو مجازي أو خارج منهما وليس بحقيقة ولا مجاز ؟
يمكن أن يقال : بأنّ هذا استعمال في المعنى الحقيقي ، لأنّه عبارة عن الاستعمال في ما وضع له ، فلو اعتبر فيه أن يكون الوضع سابقاً على الاستعمال لا يمكن أن يكون استعمالا حقيقيّاً ، ولكن إن اكتفينا في الوضع بصرف هذا الاستعمال وقلنا : " إنّ الحقيقة عبارة عن استعمال اللفظ في الموضوع " ولو كانت صيرورته موضوعاً بنفس هذا الاستعمال فلا مانع من كونه حقيقة .
كما يمكن أن يقال : بأنّه مجاز ، لأنّه عبارة عن استعمال اللفظ في غير ما وضع له وهذا استعمال في غير ما وضع له وإنّما يصير ما وضع له بعد الاستعمال .
كما يمكن أن يقال : إنّه ليس بحقيقة ولا مجاز : أمّا أنّه ليس بحقيقة فلاعتبار الوضع فيها في الرتبة السابقة على الاستعمال ، وهنا ليس كذلك ، وأمّا أنّه ليس بمجاز فلاعتبار كون الاستعمال في غير ما وضع له فيه ، وهنا ليس كذلك .
ولسنا الآن بصدد كون هذا الاستعمال استعمالا حقيقيّاً أو مجازيّاً أو ليس بحقيقي ولا مجازي ، وإنّما الآن بصدد بيان إمكان حصول مصداق الوضع بالفعل كما يحصل بالقول . وعلى الظاهر لا إشكال فيه .



[1] المائدة : 1 .
[2] البقرة : 275 .

32

نام کتاب : وسيلة الوصول إلى حقائق الأصول نویسنده : الميرزا حسن السيادتي السبزواري    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست