responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وسيلة الوصول إلى حقائق الأصول نویسنده : الميرزا حسن السيادتي السبزواري    جلد : 1  صفحه : 176


فتحصّل : أنّه لابدّ في صدق المشتق على الذات تلبّسها بالمبدأ ، وكيفية تلبّسها به يختلف صدوراً وقياماً وحلولا ووقوعاً عليها وفيها وانتزاعاً عنها بقسميه باختلاف المبادئ والهيئات والزنات ، فلا بدّ من التأمّل فيما يرد من الأمثلة ليعلم أنّه من أيّ واحد من أنحاء التلبّس ، فتأمّل .
السادس : الظاهر أنّه لا فرق في صدق مفهوم المشتق حقيقة بين أن يراد بالمبدأ معناه الحقيقي أو أُريد منه معناه المجازي ، فإذا أُطلق القاتل على الضارب ضرباً شديداً كان كإطلاقه على من صدر عنه القتل في صدق المشتق حقيقة وإن كان بينهما فرق من حيث استعمال المبدأ في معناه الحقيقي وعدمه ، وهو لا يوجب تفاوتاً في صدق المشتق ، وأمّا إذا أُريد منه معناه الحقيقي ولكن أُسند إلى غير ما هو له كالميزاب جار ، فهل يصدق المشتق حقيقة أم لا ؟ الظاهر عدم صدقه حقيقة ، لأنّ معنى صدقه حقيقة هو أن يكون ما أُسند إليه متلبّساً بالمبدأ ، وهنا ليس كذلك فلا يمكن أن يكون الاسناد إلى غير ما هو له ، ومع ذلك يصدق المشتق حقيقة .
وما قيل من أنّه لا فرق في صدق المشتق حقيقة بين أن يكون تلبّس الذات بالمبدأ حقيقة وبلا واسطة في العروض كما في الماء الجاري ، أو مجازاً ومع هذا الواسطة كما في الميزاب جار ، وأنّ المجاز إنّما هو في الاسناد لا في الكلمة .
فقد ظهر ما فيه ، إذ المجاز في الإسناد وإن لم يستلزم المجاز في الكلمة بأن استُعمل لفظ في غير معناه الحقيقي ، إلاّ أنّه مستلزم لمجازيّة المشتق ، إذ مجازيته عبارة عن جريه وتطبيقه على ذات لم يكن متلبّساً بالمبدأ ، وهنا كذلك ، إلاّ أنّ يقال : إنّ الذات متلبّسة به بواسطة وبالعرض ، وفيه ما لا يخفى .
فعلى هذا الحقّ في هذا المقام مع صاحب الفصول [1] القائل باعتبار الإسناد الحقيقي في صدق المشتق حقيقة ، فتأمّل .
هذا تمام الكلام في الأُمور التي ذكرت في المقدمة ، والحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة على محمَّد وآله الطاهرين .



[1] الفصول : في بحث المشتق ص 62 ، س 18 .

176

نام کتاب : وسيلة الوصول إلى حقائق الأصول نویسنده : الميرزا حسن السيادتي السبزواري    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست