responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هداية المسترشدين نویسنده : الشيخ محمد تقي الرازي    جلد : 1  صفحه : 102


قوله : * ( واعلم أن لبعض العلوم تقدما على بعض . . . الخ ) * لا يخفى أن العلوم المدونة لها مراتب مختلفة في التقديم والتأخير بحسب الشرافة وبحسب التعليم .
أما الأول فيختلف الحال بحسب اختلاف الموضوعات في الشرافة واختلاف الغايات في ذلك وفي شدة الاهتمام ، كما في علم الإلهي وعلم الفقه بالنسبة إلى ما عداهما من العلوم .
وأما الثاني فقد يكون التقديم والتأخير فيه استحسانيا ، وقد يكون من جهة توقف العلم المتأخر عليه .
أما الأول فمن وجوه :
منها : أن يكون أحد العلمين سهل التناول بينة المقدمات دون الآخر ، فيناسب تقديمه في التعليم لسهولة تحصيله على المتعلم ، فإذا قوي استعداده للعلوم وحصل له ملكة في الإدراكات سهل عليه الاشتغال بالآخر .
ومنها : أن يكون أدلة العلم المتقدم أحكم من غيره وأبعد عن حصول الخطأ ، فيقدم في التعليم حتى يتعود المتعلم على عدم الإذعان بالمطالب إلا بعد وضوح البرهان والوصول إلى كمال الإيقان ، فلا يعتقد الحكم بأدنى شاهد أو استحسان يشبه البرهان ، لأداء ذلك غالبا إلى اعتقاد ما يخالف الواقع . وهاتان الجهتان حاصلتان في تقديم العلوم الرياضية على سائر فنون الحكمة ، كما كان متداولا في تعاليم الفلاسفة .
ومنها : أن يكون موضوع أحد العلمين متقدما بحسب الرتبة على موضوع العلم المتأخر ، كعلم النحو الباحث عن أحوال الكلام من حيث صحة التركيب وسقمه بالنسبة إلى علوم البلاغة الباحثة عن محسناته ، فإن الحيثية الأولى متقدمة في الرتبة على الأخيرة .
ومنها : أن يتقدم غايته على غاية العلم الآخر كذلك ، كما في المثال المفروض ، فإن المقصود من النحو حفظ اللسان عن الغلط في البيان ، ومن علوم البلاغة أداء

102

نام کتاب : هداية المسترشدين نویسنده : الشيخ محمد تقي الرازي    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست