نام کتاب : نهاية الأصول نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 455
الإلهية فلا محالة تتولد في نفس المولى إرادة بعثه وإنشاء الحكم بالنسبة إليه حتى يعلم به ، فينبعث منه نحو المقصود ، فما هو المراد أولا وبالذات ويكون متعلقا للشوق ، نفس تحقق الفعل المشتمل على المصلحة من العبد واما البعث وانبعاثه منه فمرادان بالتبع من جهة انه يتسبب بهما إلى ما هو المقصود بالذات ، ولا يخفى ان إرادة الفعل و ان كانت مطلقة ولكن إرادة انبعاث العبد من الخطاب والبعث ، مقصورة بصورة علم العبد بالخطاب من جهة انه لا يعقل داعوية البعث ما لم يتعلق به العلم ، حيث إنه بوجوده العلمي يصير داعيا و محركا وحينئذ ، تصير إرادة الفعل الثابتة بنحو الاطلاق ، داعيا للمولى إلى إيجاد خطاب اخر في طول الخطاب الواقعي حتى يكون هو الداعي للعبد نحو الفعل المقصود بعد ان لم يطلع على الخطاب الواقعي ولم يمكنه الانبعاث منه . وبالجملة ، بعد جهل العبد بالخطاب الواقعي وعدم إمكان تأثيره في نفسه لو كان روح الحكم وحقيقته أعني إرادة الفعل باقية ، لتولدت منها إرادة خطاب اخر لا لمصلحة في نفس متعلقه بل لعين ما وجد بلحاظه الخطاب الواقعي ، فلو كان الواقع بمثابة لا يرضى المولى بتركه أبدا كان الحكم المجعول ظاهرا عبارة عن وجوب الاحتياط ، ولو لم يكن كذلك ، أو كانت في إيجاب الاحتياط مشقة ومفسدة كان الحكم الظاهري عبارة عن جعل الطرق والامارات ، فكل من الخطاب الواقعي والظاهري مجعول بلحاظ ما تعلق به الشوق أو لا ، و إرادة هذا صارت منشأ لتولد إرادة أخرى متعلقة بالخطاب الواقعي ، و إرادة ثالثة متعلقة بالخطاب الظاهري ، غاية الأمر ان موارد إصابة الامارة لما لم تكن متميزة عن موارد خطائها ، صار المجعول فيها حكما كليا يعم صورة الإصابة والخطأ ، ولكن ما هو المقصود من جعلها هو صورة الإصابة فقط وصورة الخطأ صارت مجعولة بالعرض ، نظير المقصود الضرورية المتحققة بتبع المقصود الأصلي ، فان طابق الحكم الظاهري للواقع كان عين الواقع حيث إن المقصود من كليهما وما هو روحهما امر واحد ، لما عرفت من أن نفس إرادة الفعل والشوق إليه صارت داعية للبعث الواقعي أو لا والبعث الظاهري ثانيا حتى يتسبب بهما إليه ، وان خالف الحكم الظاهري للواقع ، كان صورة حكم لا حقيقة لها من جهة عدم وجود الإرادة على طبقه وعدم كون متعلقه محبوبا للمولى ومتعلقا لشوقه ، وانما تعلق به القصد قهرا من جهة عدم تميز صورة المخالفة عن صورة الإصابة . فتلخص مما ذكرنا ، ان ما هو المشتاق إليه أولا للمولى وما هو العلة الغائية للبعث هو نفس الفعل المشتمل على المصلحة ، وإرادة نفس الفعل ، روح الحكم وحقيقته . غاية الأمر انه تولدت
455
نام کتاب : نهاية الأصول نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 455