نام کتاب : نهاية الأصول نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 110
المبحث الخامس : التعبدي والتوصلي لما كان هذا المبحث من المباحث المهمة كان اللازم أن يعقد له مبحث مستقل ، ثم تذكر مسألة الشك في التعبدية والتوصلية ، بنحو التفريع . لكن المحقق الخراساني جعل البحث عن صورة الشك مبحثا مستقلا ، وعد البحث عن بيان ماهيتهما وأحوالهما من مقدماته . و كيف كان فنحن نشرع في بيان ماهيتهما وأحوالهما ، فنقول : الواجب والندب التعبديان عبارتان عما لا يحصل الغرض منهما إلا بإتيانهما بداع إلهي ، وبنحو يرتبطان إلى الله تعالى متقربا بهما إليه ، ولا يشترط في عبادية العبادة تعلق الامر بها من قبل المولى ، فتعظيم المولى ومدحه وثناؤه إذا أتي بها بقصد التقرب إليه من العبادات ، وإن لم يتعلق بها أمر ، لكن لا بد من أن يكون التعظيم أو المدح أو الثناء بنحو يليق بجنابه تعالى ، والكاشف عما يليق به تعالى هو الامر الصادر من قبله ، ولكن بعد تعلق الامر وإحراز لياقته بجنابه تعالى لا يشترط في عبادية العمل إتيانه بداعي الامر ، بل يكفي في تحققه عبادة إتيانه بداعي التعظيم ونحوه . وأما التوصلي ، فهو عبارة عما لا يحتاج في حصول الغرض منه إلى قصد الامر أو القربة ، أو نحوهما من الدواعي الإلهية ، بل يكفي في حصوله صرف الاتيان بالفعل بأي داع كان ، بل لا يحتاج في حصوله إلى القصد والالتفات أيضا ، فنفس تحققه ولو في حال النوم أو الغفلة مسقط للامر به لحصول الغرض منه . فإن قلت : كيف يكون تحقق الفعل في حال النوم أو الغفلة امتثالا للامر التوصلي وموجبا لسقوطه ، مع أن الامتثال لا يتحقق إلا بإتيان ما تعلق به الامر ، وما تعلق به الامر لا بد من أن يكون أمرا اختياريا موجدا بالإرادة ، لعدم جواز تعلق الامر بأمر غير إرادي ؟ .
110
نام کتاب : نهاية الأصول نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 110