أنّه ربما لا يكون علاقة معتبرة بين المعاني الشرعية و اللغوية، فأيّ علاقة بين الصلاة شرعاً و الصلاة بمعنى الدعاء [1]، و مجرد اشتمال الصلاة على الدعاء لا يوجب ثبوت ما يعتبر من علاقة الجزء و الكل بينهما [2] كما لا يخفى [3]، هذا [4] كله بناءً على كون معانيها مستحدثة في شرعنا. و أمّا بناءً على كونها ثابتة في الشرائع السابقة كما هو قضية غير واحدة من الآيات، مثل قوله تعالى: «كتب عليكم الصيام كما كتب... إلخ» و قوله تعالى: «و أذّن في الناس بالحج»، و قوله تعالى: «و أوصاني بالصلاة و الزكاة ما دمت حياً» إلى غير ذلك، فألفاظها [5] حقائق لغوية لا شرعية [6]، و اختلاف الشرائع [7] فيها
[3] لفقدان الشرطين المعتبرين في علاقة الكل و الجزء في الصلاة، كما مر.
[4] أي: للنزاع في ثبوت الحقيقة الشرعية و عدمه - بناءً على كون المعاني الشرعية مستحدثة في شرعنا - مجال واسع، و أمّا بناءً على وجودها في الشرائع السابقة - كما هو مقتضى غير واحدة من الآيات الشريفة - فلا مجال للنزاع في ثبوتها فيها، لأنّ تلك الألفاظ على هذا لم تستعمل في شرعنا إلاّ في المعاني التي كانت ألفاظ العبادات مستعملة فيها في الشرائع السالفة، فليست هذه المعاني مما اخترعها الشارع حتى يقال: إنّ استعماله لها هل كان على نحو الحقيقة، بأنّ وضع تلك الألفاظ لهذه المعاني أم على نحو المجاز؟.