عليها حيث لا موطن له إلا الذهن، فامتنع امتثال مثل - سر من البصرة - إلا بالتجريد و إلغاء الخصوصية، هذا. مع [1] أنّه ليس لحاظ المعنى حالة لغيره في الحروف إلا كلحاظه في نفسه في الأسماء، و كما لا يكون هذا اللحاظ [2] معتبراً في المستعمل فيه فيها [3] كذلك ذاك اللحاظ [4] في الحروف كما لا يخفى. و بالجملة: ليس المعنى في كلمة - من - و لفظ الابتداء مثلا إلا الابتداء، فكما لا يعتبر في معناه [5] لحاظه في نفسه [6] و مستقلا كذلك لا يعتبر
[1] هذا ثالث الإشكالات على دخل اللحاظ في المعنى المستعمل فيه و هو إشكال نقضي، توضيحه: أنّ لحاظ المعنى الحرفي حالة لغيره ليس إلا كلحاظ المعنى الاسمي مستقلا، و كما لا يكون اللحاظ الاستقلالي مأخوذاً في المعنى الاسمي كذلك اللحاظ الآلي ليس مأخوذاً في المعنى الحرفي، فلا يصير المعنى الحرفي باللحاظ الآلي جزئياً حتى نلتزم بكون المستعمل فيه في الحروف خاصاً، و التفكيك بين اللحاظين تحكّم.
[4] أي: اللحاظ الآلي، فالمتحصل من جميع ما ذكره المصنف (قده): أنّ كلاًّ من الوضع و الموضوع له و المستعمل فيه في الحروف عام، و لو أُريد أحياناً معنى خاص يكون ذلك بدالٍ آخر من قبيل تعدد الدال و المدلول، نظير تقييد المطلق في مثل: «أعتق رقبة مؤمنة». و بالجملة: فلا فرق بين المعنى الاسمي و الحرفي أصلا، بل المعنى فيهما واحد.
[5] أي: معنى لفظ الابتداء، فالضمير راجع إلى لفظ الابتداء.