إلى ما [1] لا بالاختيار، كيف [2] و قد سبقتهما [3] الإرادة الأزلية و المشية الإلهية؟ و معه [4] كيف تصح المؤاخذة على ما يكون بالأخرة بلا اختيار؟. قلت [5]: العقاب إنّما يتبع الكفر و العصيان التابعين للاختيار
[1] المراد بالموصول هو الإرادة الإلهية التي تنتهي إليها الممكنات.
[2] يعني: كيف لا تنتهي إرادة الكفر و العصيان من الكافر و العاصي إلى ما لا بالاختيار؟ و الحال أنّه قد سبق هذه الإرادة - الإرادةُ - الأزلية الإلهية الرافعة للاختيار.
[5] ملخص هذا الجواب: أنّ المؤاخذة ليست لأجل الاستحقاق حتى يرد عليه الإشكال بأنّه لا استحقاق مع عدم الاختيار، بل لكونها من اللوازم الذاتيّة المترتبة على الكفر و العصيان الناشئين عن الخبث الذاتي ترتب المعلول على علته، و إذا انتهى الأمر إلى الذاتي انقطع السؤال بِلم، لأنّ الذاتي لا يعلّل، فلا يقال: «لم اختار المؤمن و الكافر الإيمان و الكفر»، إذ المفروض أنّهما من لوازم ذاتهما، و لذا يكون الشقي شقياً في بطن أُمّه و السعيد سعيداً كذلك، كما في النبوي«»، و «الناس معادن كمعادن الذهب و الفضة»«»كما في بعض الروايات، فالسعادة و الشقاوة ذاتيتان للناس كذاتية الذهبيّة و الفضية للذهب و الفضة، هذا محصل ما أفاده المصنف (قده) في دفع شبهة