و تقبيح [1] الطالب السافل من العالي المستعلي [2] عليه [3]، و توبيخه [4] بمثل - انّك لم تأمره [5] - إنّما هو [6] على استعلائه، لا على أمره حقيقة بعد إمّا علوّ الطالب واقعا، و إمّا استعلاؤه في صدق الطلب الّذي هو معنى الأمر، فطلب المساوي أو السافل مع الاستعلاء أمر أيضا. و المصنف ضعّفه بعدم الدليل عليه، بل قد عرفت آنفا: اعتبار العلوّ الواقعي في مفهوم الطلب بشهادة العرف و الوجدان، و صحة سلب الأمر عن طلب غير العالي.
>[1] إشارة إلى برهان القول بكفاية الاستعلاء في صدق الأمر. و حاصله: أنّ العقلاء يقبِّحون السافل المستعلي الّذي يأمر العالي، و يذمّونه بأنك لم تأمر العالي، فإطلاقهم الأمر على طلب السافل المستعلي يدل على كفاية استعلاء الطالب في صدق الأمر و عدم اعتبار العلوِّ الواقعي فيه.
[6] أي: التقبيح، هذا جواب البرهان المزبور، و حاصله: أنّ التقبيح إنّما هو على استعلاء السافل على العالي، لا على أمره حتى يقال: إنّ الذم على هذا الأمر يكشف عن كفاية مجرد الاستعلاء في صدق الأمر و عدم اعتبار العلو الواقعي فيه. و بالجملة: فالتقبيح ليس دليلا على كفاية الاستعلاء فقط في صدق الأمر، و إطلاق الأمر على طلبه في مقام توبيخه - بأنّك لم تأمره - إنّما هو بحسب مقتضى استعلائه، لا بحسب الواقع حتى يصح الاستدلال به على كفاية الاستعلاء فقط