نام کتاب : مناهج الوصول إلى علم الأصول نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 40
بين موضوعات المسائل [1] - مما لا أصل له ، فإنك قد عرفت أن كل علم إنما كان بدو تدوينه عدة قضايا ، فأضاف إليه الخلف حتى صار كاملا ، ولم يكن من أول الأمر في نظر المؤسس البحث عن عوارض الجامع بين موضوعات المسائل . فهذا علم الفقه ، فهل يكون في مسائله ما يبحث عن عوارض فعل المكلف بما هو فعله الجامع بين الافعال ؟ وهل كان نظر مدونيه في أول تدوينه إلى ذلك ، أم كان هذا التكلف كالمناسبات بعد الوقوع على وجه لا يصدق في جميع مسائل العلوم أو غالبها ؟ وهل تظن أن مدون علم الجغرافيا في بدو تأسيسه كان ناظرا إلى أحوال الأرض وهيئاتها ؟ أو أن في كل صقع وجد شخص أو أشخاص في مر الدهور ، و دون جغرافيا صقعه ، أو مع البلاد المجاورة ، ثم ضم آخر جغرافيا صقعه إليه ، فصار جغرافيا مملكة ، وهكذا إلى أن صار جغرافيا جميع الأرض ، فلم يكن البحث فيه من أول الأمر عن أحوال الأرض - تأمل - وهكذا الامر في كثير من العلوم . فالالتزام بأنه لا بد لكل علم من موضوع يبحث فيه عن عوارضه الذاتية ، ثم التزام تكلفات باردة لتصحيحه ، ثم التزام استطراد كثير من المباحث التي تكون بالضرورة من مسائل الفنون ، مما لا أرى له وجها .