مفهوم الوجود واحد ومشترك معنوي بين الواجب والممكن كما ذكره السبزواري في شرح منظومته [1] ، وغيره . أما أنه لا يتم في المقام فلأن المغايرة بين المبدأ والذات حسب المتفاهم العرفي واللغوي من المشتقات الدائرة في الألسن أمر واضح لا ريب فيه ، وقد مر : أن الاتحاد والعينية بينهما خارج عن الصدق العرفي ، فلا يصح - حينئذ - إطلاق المشتق عليه تعالى بهذا المعنى المتعارف . وإن شئت فقل : إن المبدأ فيه عين ذاته المقدسة ، فلا تغاير بينهما أصلا ، فلا محالة يكون إطلاقه عليه بمعنى آخر مجازا ، وهو ما يكون المبدأ فيه عين الذات ، فلا يراد من كلمتي " العالم والقادر " في قولنا : يا عالم ويا قادر - مثلا - معناهما المتعارف ، بل يراد بهما : من يكون علمه وقدرته عين ذاته ، واليه أشار بعض الروايات [2] : أن الله تعالى علم كله وقدرة كله وحياة كله . ولعل هذا هو مراد الفصول من النقل والتجوز . وعليه فلا يلزم من عدم إرادة المعنى المتعارف من صفاته العليا لقلقة اللسان وتعطيل العقول . وأما أنه يتم في مفهوم الوجود فلأجل أن إطلاق الموجود عليه تعالى : إما أن يكون بمعناه المتعارف وهو الشئ الثابت ، ويعبر عنه في اللغة الفارسية " هستي " [3] . وإما أن يكون بما يقابله وهو المعدوم . وإما أن لا يراد منه شئ ، أو معنى لا نفهمه . فعلى الثاني يلزم تعطيل العالم عن الصانع . وعلى الثالث يلزم تعطيل العقول ، وأن يكون التلفظ به مجرد لقلقة لسان
[1] انظر شرح المنظومة : ص 10 فن الحكمة . [2] بحار الأنوار : ج 4 ص 84 ح 17 و 18 . [3] أي : الوجود . انظر لغت نامه دهخدا : ج 48 ص 214 .