responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في أصول الفقه نویسنده : الشيخ محمد إسحاق الفياض    جلد : 1  صفحه : 116


ذلك ، لا مطلقا ، حتى فيما إذا لم يستعمل فيه ولم يرد معناه ، وحيث إن في ما نحن فيه لم يرد معناه ، بل أريد به لفظه ، لا بماله من المعنى ، فلا مانع من وقوعه مبتدأ ، ولا يخرج بذلك عن كونه فعلا ماضيا .
أقسام الدلالة غاية ما في الباب : أنه لم يستعمل في معناه ، وهذا لا يوجب خروجه عن ذلك ، وهذا نظير قولنا : " ضرب " وضع في لغة العرب للدلالة على وقوع الضرب في الماضي ، أفهل يتوهم أحد أنه لا يشمل نفسه لأنه مبتدأ ؟
الأمر السابع أقسام الدلالة لا شبهة في أن الله تعالى شأنه فضل الإنسان على سائر مخلوقاته بنعمة عظيمة ، وهي : نعمة البيان بمقتضى قوله عز من قائل : ( خلق الإنسان * علمه البيان ) [1] ، وذلك لحكمة تنظيم الحياة المادية والمعنوية ، فإن مدنية الإنسان بالطبع تستدعي ضرورة الحاجة إلى البيان ، لإبراز المقاصد خارجا ، لئلا تختل نظم الحياة ، فالقدرة على البيان مما أودعه الله تعالى في الإنسان .
إذا عرفت ذلك فنقول : إن الدلالة على أقسام ثلاثة :
القسم الأول : الدلالة التصورية : وهي الانتقال إلى المعنى من سماع اللفظ ، وهي لا تتوقف على شئ ، ولا تكون معلولة لأمر ما عدا العلم بالوضع فهي تابعة له ، وليس لعدم القرينة دخل فيها أصلا . فالعالم بوضع لفظ خاص لمعنى مخصوص ينتقل إليه من سماعه ولو فرض أن المتكلم نصب قرينة على عدم إرادته ، بل ولو فرض صدوره عن لافظ بلا شعور واختيار أو عن اصطكاك حجر بحجر آخر ، وهكذا .



[1] الرحمن : 3 - 4 .

116

نام کتاب : محاضرات في أصول الفقه نویسنده : الشيخ محمد إسحاق الفياض    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست