responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في أصول الفقه نویسنده : الشيخ محمد إسحاق الفياض    جلد : 1  صفحه : 105


" زيد قمر " وقولنا : " زيد حسن الوجه " أو بين قولنا : " زيد أسد " ، وقولنا " زيد شجاع " ، مع أن مراجعة الوجدان تشهد على خلاف ذلك ووجود الفارق بين الكلامين .
ونظير ذلك : ما ذكره المحقق صاحب الكفاية ( قدس سره ) : من أن كلمة " لا " في مثل قوله ( عليه السلام ) : " لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد " إنما استعمل في نفي الحقيقة ، لكنه على نحو الادعاء والمبالغة ، لا في نفي الصفة أو الكمال ، وإلا فلا دلالة في الجملة على المبالغة [1] .
وقد ذكرنا في بعض مباحث الفقه : أن المبالغة ليست من أفراد الكذب ، ولا مانع منها في ما إذا اقتضتها الحال [2] .
وقد تلخص من ذلك : أن ما نسب إلى السكاكي من إنكار المجاز في الكلمة وأن جميع الاستعمالات بشتى أنواعها وأشكالها استعمالات حقيقية أقرب إلى الحق .
وعلى ذلك لا يبقى مجال لهذا البحث ، فإن موضوعه الاستعمال المجازي ، والمفروض أنه لا مجاز في الكلمة حتى يقع البحث في أن صحته متوقفة على الإذن أو على الطبع . بل المجاز - حينئذ - إنما هو في الإسناد والتطبيق ، وبعد التصرف في الإسناد وتنزيل المعنى المجازي بمنزلة المعنى الحقيقي واعتباره فردا منه ادعاء فالاستعمال استعمال في المعنى الحقيقي لا محالة .
وأما عدم ثبوت الأمر الثاني فلما حققناه سابقا في مبحث الوضع : من أن الواضع لا ينحصر بشخص واحد أو جماعة ، ولا سيما على مسلكنا : من أنه عبارة عن التعهد والالتزام النفساني ، فإنه على هذا كان كل مستعمل واضعا حقيقة ، فلا



[1] كفاية الأصول : ص 45 .
[2] مصباح الفقاهة : ج 1 ص 394 .

105

نام کتاب : محاضرات في أصول الفقه نویسنده : الشيخ محمد إسحاق الفياض    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست