الإنسان ونحوه - أم لم تكن ، فمناط البساطة اللحاظية وحدة المفهوم إدراكا ، بل وحدة المفهوم في مرحلة التصور في كل مفهوم ومدلول للفظ واحد مما لم يقع لأحد فيه شك وريب . وقد تحصل من ذلك : أن المحقق صاحب الكفاية ( قدس سره ) بالنتيجة من القائلين بالتركيب ، لا البساطة . وكيف كان ، فالمشهور بين الفلاسفة [1] والمتأخرين من الأصوليين منهم : شيخنا الأستاذ [2] ( قدس سره ) بساطة المفاهيم الاشتقاقية ، وقد أصروا على أنه لا فرق بينها وبين المبادئ حقيقة وذاتا ، وإنما الفرق بينهما بالاعتبار ولحاظ الشئ مرة لا بشرط ، وبشرط لا مرة أخرى ، خلافا لجماعة منهم : شيخنا المحقق [3] ( قدس سره ) وصاحب شرح المطالع [4] ، فذهبوا إلى التركيب . ويجب علينا أولا تحقيق الأمر في أن المفاهيم الاشتقاقية بسيطة أو مركبة ؟ ثم على تقدير التركيب فهل هي مركبة من مفهوم الشئ والمبدأ أو من واقعه ؟ فنقول : الصحيح هو أنها مركبة لا بسيطة ، وتركبها إنما هو لأخذ مفهوم الشئ فيها ، فلنا دعويان : الأولى : أن مفاهيم المشتقات مركبة ، وغير بسيطة . الثانية : أنها مركبة من مفهوم الشئ ، لا من مصداقه . وأما دعوى : أنها مركبة من المبدأ ومصداق الشئ والذات فهي باطلة جزما ، وذلك لاستلزامها أن يكون المشتق من متكثر المعنى ، فإن الذوات متباينة بالضرورة . فإذا قلنا : " زيد قائم " و " الجدار قائم " و " الصلاة قائمة " فالذات
[1] انظر الحكمة المتعالية : ج 1 ص 418 . [2] أجود التقريرات : ج 1 ص 65 . [3] انظر نهاية الأصول : ج 1 ص 127 . [4] شرح المطالع : ص 11 .