بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم الحمد للَّه رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطاهرين ولعنة اللَّه على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين . المشهور بين أصحابنا والعامة : التسامح في أدلة السنن بمعنى عدم اعتبار ما ذكروه من الشروط للعمل باخبار الآحاد من الإسلام ، والعدالة ، والضبط في الروايات الدالة على السنن فعلا وتركا . وعن الذكرى : « ان اخبار الفضائل يتسامح فيها عند أهل العلم » . وفي عدة الداعي بعد نقل الروايات الآتية قال : فصار هذا المعنى مجمعا عليه بين الفريقين ، وعن الأربعين لشيخنا البهائي نسبته إلى فقهائنا . وعن الوسائل نسبته إلى الأصحاب مصرحا بشمول المسألة لأدلة المكروهات أيضا وعن بعض الأجلة نسبته إلى العلماء المحققين . خلافا للمحكي عن موضعين من المنتهى وصاحب المدارك في أول كتابه قال بعد ذكر جملة من الوضوءات المستحبة وذكر ضعف مستندها ما لفظه « وما يقال من أن أدلة السنن يتسامح فيها بما لا يتسامح في غيرها ، فمنظور فيه لأن الاستحباب حكم شرعي يتوقف على دليل شرعي انتهى » .