للتفضل لا كلام فيه واما الاستحقاق بنحو ما يستحقه الأجير للناس فلا يكون أصلا وعلى أي تقدير لا ربط لما ذكر بالقول بوجود الثواب للمقدمة وعدمه بل يجب ملاحظة امر آخر للقول به وعدمه . فنقول لا شبهة في المقام في انه لا يكون الكلام في الثواب الَّذي يكون من جهة الانقياد في صورة الإتيان بالمقدمة لو لم تصل إلى ذيها وهكذا لا كلام من جهة التجري بتركها لو كان له عقاب والكلام كله في الثواب على ذات المقدمة والحق انها لو كانت موصلة إلى الواقع يكون ثواب الواقع منبسطا على كل ماله دخل في امتثال العمل ويكون المدح على الجميع واما إذا لم تكن موصلة إلى الواقع فلا يكون له ثواب إلا ثواب الانقياد وهكذا لو تركها يكون عقاب الواقع على الواقع وبمقدار مصلحته يذم التارك للمقدمة أيضا ومدح العرف لمن أتى بالمقدمة في صورة عدم الإيصال إلى الواقع يكون من جهة ثواب الانقياد لا الواقع واما أصل الثواب فيكون بالتفضل بالمعنى الَّذي قدمناه وهكذا التوبة عن الأعمال السيئة وترك الواجبات تكون أيضا موجبة لتفضله تعالى وعفوه . ومعنى التوبة [1] هو الندم عن القبيح مع الجري العملي كإتيان الصلوات -
[1] أقول ان التوبة يكون أقل مراتبها هو الندم عن الذنب والعزم على فعل المأمور به ان كان واجبا وعلى تركه ان كان حراما وبعده لو فعل الحرام أو ترك الواجب يكون نقضا لها لا انها لم تتحقق ويدل على ما ذكر قول السجاد عليه السلام روحي له الفداء في مناجاة التائبين إلهي ان كان الندم من الذنب توبة فانى وعزتك من النادمين فانه عليه السلام فرض ان الندامة هي التوبة وجعل نفسه الشريفة متصفة بالندم وفي الروايات كفى بالتوبة الندم وأيضا الشاهد على عدم تمامية ما ذكره مد ظله هو ان التوبة في التروك لا تحتاج إلى شيء أزيد من العزم على الترك واما القضاء والإعادة فهما يكونان بدليل آخر ومن متمماتها فيما يحتاج إلى العمل بعد الندم إذا كان في وقت عدم حضور الموت فمن تاب قبل حضوره ولم يقدر على إتيان ما قضى عنه مات تائبا في ما كان من حقوق الله تعالى لا حقوق الناس واما التوبة عند حضور الموت فهي قد دل الدليل على عدم كفايتها بقوله تعالى وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت وقوله تعالى في حق الفرعون عند الغرق الآن وقد عصيت قبل فالتوبة في حين كون الإنسان يرى نفسه في عالم الآخرة لا تفيد واما قبله فتكون هي الندامة .