الأول - ما أسماه بالعصر التّمهيدي قال : ( وهو عصر البذور الأساسيّة لعلم الأصول ويبدأ هذا العصر بابن أبي عقيل وابن الجنيد ، وينتهي بظهور الشيخ الطوسي رحمه اللَّه ) . والثاني - ما أسماه بعصر العلم قال : ( وهو العصر الذي اختمرت فيه تلك البذور وأثمرت ، وتحددت معالم الفكر الأصولي وانعكست على مجالات البحث الفقهي في نطاق واسع . ورائد هذا العصر هو الشيخ الطوسي ، ومن رجالاته الكبار ابن إدريس والمحقق الحلي والشهيد الأوّل وغيرهم من النوابغ ) . والثّالث - ما أسماه بعصر الكمال العلمي قال : ( وهو العصر الَّذي افتتحته في تاريخ العلم المدرسة الجديدة التي ظهرت في أواخر القرن الثاني عشر على يد الأستاذ الوحيد البهبهاني ، وبدأت تبني للعلم عصره الثالث بما قدمته من جهود متضافرة في الميدانين الأصولي والفقهي ) . ثم قسّم - رضوان اللَّه عليه - العصر الثالث من عصور علم الأصول إلى ثلاث مراحل بإمكانك أن تراجع تفصيل ذلك في المعالم الجديدة ، قال - قدس سره - : ( ولا يمنع تقسيمنا هذا لتاريخ العلم إلى عصور ثلاثة إمكانية تقسيم العصر الواحد من هذه العصور إلى مراحل من النمو ، ولكلّ مرحلة رائدها وموجّهها ، وعلى هذا الأساس نعتبر الشيخ الأنصاري - قدس سره - المتوفّى سنة ( 1281 ه - ق ) رائدا لأرقى مرحلة من مراحل العصر الثالث وهي المرحلة التي يتمثل فيها الفكر العلمي منذ أكثر من مائة سنة حتى اليوم ) . وطبعا ، بيّن - رحمه اللَّه - كل هذا بعد توضيح أنّ بذرة التفكير الأصولي وجدت لدى فقهاء أصحاب الأئمة عليهم السلام منذ أيام الصّادقين عليهما السلام . وأقول : لئن كان الفارق الكيفي بين بعض المراحل وبعض حينما يعتبر طفرة وامتيازا نوعيا في هوية البحث يجعلنا نصطلح على ذلك بالأعصر المختلفة للعلم فحقا إنّ علم الأصول قد مرّ على يد أستاذنا الشهيد بعصر جديد ، فلو أضفناه إلى الأعصر التي قسم إليها فترات العلم في المعالم الجديدة لكان هذا عصرا رابعا هو