من الرئاسة . فالاختلاف بينهم وبين سائر المجتمعات في تشخيص ما هو الأهم من هذين الأمرين . اما عدم درك أصل الحسن والقبح ، فلا يوجد لدى إنسان إلَّا ذاك الأبله الذي لا يدرك بديهيات العقل النظري أيضا . والحاصل ان التشكيك الأخباري هنا بلحاظ كثرة الخطأ في العقل العمليّ - لما نراه من الاختلافات الكثيرة - وكذا البرهان الثالث من براهين عدم حقانية العقل العملي وهو عدم ذاتية الحسن والقبح - لاختلافهما باختلاف الوجوه والاعتبارات - ناشئان عن الغفلة عن مسألة التزاحم في باب العقل العمليّ ، وتخيّل ان العقل العمليّ يدرك حسن عدة أمور وقبح عدة أمور أخرى مباينة للأولى . فيترائى - حينئذ - الاختلاف بين العقلاء [ 1 ] ، كما يترائى أيضا الاختلاف في ذلك باختلاف الوجوه والاعتبارات . وبالالتفات إلى هذه النكتة يرتفع كلا الاشتباهين وكأن الغفلة نشأت من تخيّل ان الحسن والقبح المدركين للعقل العمليّ عبارة عن صحّة المدح والذم على الحسن والقبح المدركين للعقل العمليّ عبارة عن صحّة المدح والذم على الحسن والقبيح ، وعدم الالتفات إلى أن الحسن والقبح المدركين للعقل العمليّ ثابتان في الرتبة السابقة على المدح والذم . حيث إنه على هذا لا يبقى مجال لتصور اجتماع حسن وقبح على شيء واحد بعنوانين ، وترجيح أحدهما على الآخر . إذ حسن الشيء ليس إلا عبارة عن صحة