بها الحياة إلى الأمّة إلى أن انتهى الأمر بهذا السبب إلى سقوط دولة بني أميّة . فعلينا أن نضحي بنفوسنا في سبيل الله ونبذل دماءنا بكلّ سخاء في سبيل نصرة الدين الحنيف . والخطَّة التي أرى ضرورة تطبيقها اليوم هي أن أجمع ثلة من طلَّابي ومن صفوة أصحابي الذين يؤمنون بما أقول ويستعدّون للفداء ونذهب جميعا إلى الصحن الشريف متحالفين فيما بيننا على أن لا نخرج من الصحن أحياء . وأنا أقوم خطيبا فيما بينهم ضدّ الحكم القائم ويدعمني الثلَّة الطيّبة الملتفّة من حولي ، ونثور بوجه الظلم والطغيان فسيجابهنا جمع من الزمرة الطاغية ونحن نعارضهم ( ولعلَّه قال : ونحمل السلاح ) إلى أن يضطرّوا إلى قتلنا جميعا في الصحن الشريف . وسأستثني ثلة من أصحابي عن الاشتراك في هذه المعركة كي يبقوا أحياء من بعدي ويستثمروا الجوّ الذي سيحصل نتيجة لهذه التضحية والفداء . قال ( رحمه الله ) : إن هذا العمل مشروط في رأيي بشرطين : الشرط الأوّل - أن يوجد في الحوزة العلميّة مستوى من التقبّل لعمل من هذا القبيل . أما لو أطبقت الحوزة العلميّة على بطلان هذا العمل وكونه عملا جنونيّا أو مخالفا لتقيّة واجبة ، فسوف يفقد هذا العمل أثره في نفوس الأمّة ولا يوفي ثماره المطلوبة . والشرط الثاني - أن يوافق أحد المراجع الكبار مسبقا على هذا العمل كي يكتسب العمل في ذهن الأمّة الشرعيّة الكاملة . فلا بدّ من الفحص عن مدى تواجد هذين الشرطين : أمّا عن الشرط الأول فصمم الأستاذ ( رحمه الله ) على أن يبعث رسولا إلى أحد علماء الحوزة العلميّة لجس النبض ليعرض عليه هذه الفكرة ويستفسره عن مدى صحّتها وبهذا الأسلوب سيعرف رأي عالم من العلماء كنموذج لرأي يتواجد في الحوزة العلمية . وقد اختار ( رحمه الله ) بهذا الصدد إرسال سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي ( حفظه الله ) إلى أحد العلماء ، وأرسله بالفعل إلى أحدهم كي يعرض الفكرة عليه ويعرف رأيه ، ثم عاد الشيخ إلى بيت أستاذنا الشهيد وأخبر الأستاذ بأنّه ذهب إلى ذاك العالم في مجلسه ولكنّه لم يعرض عليه الفكرة