عن طريق الأمّ . كان يقول - رحمه الله - إني نفثت في نفس ابنتي مرام - وكانت وقتئذ طفلة صغيرة - الحقد على الصهاينة . قال : قد صادف أن حدثتها ذات يوم عن ظلمهم للمسلمين من قتل أو قصف . فبان عليها انكسار الخاطر وتكدّر العيش ، فأردفت ذلك بذكر قصة أخرى من حكايات قصف المسلمين لإسرائيل فاهتزّت فرحا وضحكت واستبشرت لتلك القصة . وكثيرا ما كان يصله - رحمه الله - من الحقوق الشرعيّة ما يصل عادة بيد المراجع ولكنّه ( رحمه الله ) قال إني فهمت ابنتي مرام أنّ هذه الأموال الموجودة لدينا ليست ملكا لنا ، فكانت هذه الطفلة البريئة تقول أحيانا : إنّ لدى والدي الأموال الكثيرة ولكنّها ليست له ، ذلك لكي لا تتربى على توقّع الصرف الكثير في البيت بل تتربّى على القناعة وعدم النظر إلى هذه الأموال كأملاك شخصيّة . 10 - في الفترة التي عيّنت حكومة البعث الغاشم ستّة أيّام لتسفير الإيرانيين بما فيهم طلَّاب الحوزة العلميّة من النجف إلى إيران رأيت أحد طلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف مودّعا لأستاذنا الشهيد ، فرأيت الأستاذ يبكي في حالة وداعه إيّاه بكاء الثكلي رغم أنّه كان يعرف أن هذا الرجل يعدّ في صفوف المناوئين له . 11 - وبعد تلك الأيّام حدّثني الأستاذ ( رحمه الله ) ذات يوم فقال إنّني أتصور أنّ الأمّة مبتلاة اليوم بالمرض الذي كانت مبتلاة به في زمن الحسين عليه السلام ، وهو مرض فقدان الإرادة فالأمّة تعرف حزب البعث والرجال الحاكمين في العراق ولا تشك في فسقهم وفجورهم وطغيانهم وكفرهم وو ظلمهم للعباد ولكنّها فقدت قوة الإرادة التي بها يجب أن تصول وتجاهد في سبيل الله إلى أن تسقط هذه الزمرة الكافرة عن منصب الحكم وترفع كابوس هذا الظلم عن نفسها . وعلينا ان نعالج هذا المرض كي تدب حياة الإرادة في عروق هذه الأمّة الميّتة وذلك بما عالج به الإمام الحسين ( ع ) عرض فقدان الإرادة في نفوس الأمّة وقتئذ ، وهو التضحية الكبيرة التي هزّ بها المشاعر وأعاد