الشرائط بالنسبة لنفسه . ولا يجب أن يكون مجرد كثرة الأخطاء في الأدلة العقلية مانعا عن علَّيّتها لحصول القطع ، نظير أن الشيء الذي نفترضه علة لتقوية الأعصاب والعضلات مثلا لا تمنعه عن علَّيته كثرة زلَّة الماشي وسقوطه على الأرض أو تيهه في الطريق وعدم وصوله إلى مقصده . ولو التفت الأخباري إلى كل ما ذكرناه وقال : ان المدّعى لنا هو أن عدم الالتفات إلى كثرة وقوع الخطأ في الأدلة العقلية هو بحد ذاته جزء العلة لحصول اليقين ، ومع هذا الالتفات لا يحصل اليقين . قلنا له : أو لا - إننا جرّبنا ذلك ورأينا حصول الجزم لنا بالوجدان رغم التفاتنا إلى ذلك ، فيعلم أن عدم الالتفات ليس جزء للعلة بشكل عام ، وإلَّا للزم وقوع الانفكاك بين العلة والمعلول . وثانيا - إن الالتفات إلى الأخطاء الكثيرة يحصل كثيرا في الفكر البشري حتى الأطفال ، فلو فرض هذا مانعا عن حصول الجزم واليقين انتفى الجزم واليقين بلا حاجة إلى أن يتعب المحدّث الأسترآبادي ( رحمه اللَّه ) وأضرابه أنفسهم الزكية في مقام البحث مع الخصم بما لا يفيد الجزم واليقين لكونه بحثا عقليا أيضا ، وكان الأولى أن يدعوا الأمور التكوينية تلعب دورها وتؤثر أثرها ويرتفع اليقين من البين . وثالثا - إن نفس دعوى الأخباري الجزم بنحو الموجبة الكلية بعدم إمكان حصول جزم من هذا القبيل مع الالتفات إلى كثرة الأخطاء . . آية بطلان هذه القضية الكلية ، فإن نفس هذا الجزم هو خلاف هذه القاعدة المدّعاة . يبقى ان يدعي الأخباري الشك وعدم الجزم في نفسه ، واحتمال كون هذا الالتفات مانعا عن حصول الجزم عند الآخرين ، ويقول : إني