responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مباحث الأصول نویسنده : السيد كاظم الحائري    جلد : 1  صفحه : 47


بقيت مستمرا في هذا البحث مدة خمس سنين ستكون مجتهدا ، فشرحت له بعض المشاكل التي تحيط بي والتي تمنعني عن الحضور . فتركت الحضور برهة من الزمن إلى أن انتهت تلك المشاكل المانعة ، فاستأنفت مرّة أخرى الحضور في بحثه الشريف إلى أن قدّر اللَّه لي الهجرة إلى إيران . وحينما مضى على حضوري في بحثه الشريف خمس سنين أو أكثر تشرفت بالحضور لدى الأستاذ ذات يوم وقلت له : أنت وعدتني بأني لو حضرت البحث خمس سنين سأكون مجتهدا . وها هو الحضور بهذا المقدار قد حصل ولم يحصل الاجتهاد . فأجابني - رضوان اللَّه عليه - بأن مفهوم الاجتهاد قد تغيّر عندك فالاجتهاد بالمستوى المتعارف عليه في الحوزة العلميّة قد حصل ، ولكنك تريد الاجتهاد على مستوى هذا البحث .
5 - رأيت ذات ليلة في عالم الرؤيا أنّ نبيا من الأنبياء قد حضر بحث أستاذنا ، وتشرفت بعد هذا ذات يوم بلقاء أستاذنا الشهيد في بيته الذي كان واقعا وقتئذ في شارع الخورنق وحكيت له الرؤيا . فقال لي : إنّ تعبير هذه الرؤيا هو أنّني سوف لن أوفق لتطبيق رسالتي التي نذرت نفسي لأجلها وسيأتي تلميذ من تلاميذي يكمل الشوط من بعدي . ذكر - رضوان اللَّه عليه - هذا الكلام في وقت لم يكن يخطر بالبال أنه ستأتي ظروف تؤدّي إلى استشهاده .
6 - كان يقول - رضوان الله عليه - إنّني في الأيام التي كنت أطلب العلم كنت أعمل في طلب العلم كل يوم بقدر عمل خمسة أشخاص مجدّين .
7 - وقال أيضا - رحمه الله - : إنّني كنت أعيش في منتهى الفقر والفاقة ، ولكنّني كنت اشتغل منذ استيقاظي من النوم في كل يوم بطلب العلم ، كنت أنسى كلّ شيء وكلّ حاجة معيشيّة إلى أن كنت أفاجأ من قبل العائلة بمطالبتي بغذاء يقتاتون به وكنت أحتار عندئذ في أمري .
8 - أدركت الأستاذ الشهيد فيما بعد أيّام فقره وفاقته حينما كان مدرّسا معروفا في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف ومع ذلك كان يعاني من الضيق المالي ، وكان يدرّسنا في مقبرة آل ياسين في حر الصيف ولم تكن وسيلة تبريد في تلك المقبرة ، ولم يكن يمتلك وسيلة تبريد في بيته . وكان المتعارف وقتئذ في

47

نام کتاب : مباحث الأصول نویسنده : السيد كاظم الحائري    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست