على حجّيّة خبر الواحد في الأغراض المولويّة فبيانه موكول إلى بحث حجّيّة خبر الواحد . والثّاني : التمسّك بسيرتهم بما هم موالي لا بما هم عقلاء بحتا ، بمعنى أنّ سيرتهم قامت على أنّ كل واحد منهم لو تقمّص قميص المولويّة لجعل خبر الواحد حجّة على عبده ورافعا لموضوع قاعدة قبح العقاب بلا بيان . فإن فرض التمسّك لإثبات حجّيّة خبر الواحد بالوجه الأوّل فهذا لا يدلّ على جعل العقلاء للطريقيّة ، فإنّ سيرة العقلاء على استيفاء أغراضهم الشخصيّة عن طريق العمل بخبر الواحد لا تستبطن جعلا أصلا ، فإنّ العاقل إنّما يتحرّك نحو العمل بخبر الواحد بلحاظ مدى اهتمامه بغرضه ، ويجري خارجا على طبق خبر الثقة ويعمل به بلا حاجة إلى جعله أوّلا حجّة على نفسه ثمّ العمل به ، وإنّما يعمل به ابتداء . وليس هنا دعوى جعل الطريقيّة أو الحكم التكليفي أو غير ذلك إلَّا فضولا من الكلام ، ولو قال عاقل حينما أخبره الثقة بمجيء صديقه مثلا من السفر : إنّي جعلت خبرك طريقا لي ، أو إنّي أوجبت على نفسي العمل بخبرك ، ثم عمل به تحصيلا لغرضه ، عدّ خارجا من زمرة العقلاء . وإن فرض التمسّك لإثبات حجّيّة خبر الواحد بالوجه الثاني - وهو سيرتهم بما هم موالي على جعل الحجّيّة لخبر الواحد بالنسبة لعبيدهم ، لا سيرتهم في أغراضهم العقلائيّة الشخصيّة بما هم عقلاء - قلنا : إنّ ما أفاده المحقّق النائيني ( قدّس سرّه ) - من أنّ العقلاء ليس من رأيهم البعث والزجر وجعل الحكم التكليفي - إنّما هو بالنظر إلى العقلاء بما هم عقلاء ، ولا مورد له بالنظر إليهم بما هم موالي ، إذ من الواضح أنّهم بما هم موالي كما يناسبهم جعل الطريقيّة كذلك يناسبهم جعل الحكم