يسير أمّا عن ألوان التعذيب الَّتي مورست بشأن أستاذنا الشهيد - رحمه اللَّه - وأخته الفاضلة فلا يوجد - طبعا - لدينا نقل ثقة ، ولكن توجد لدينا نقول تنتهي إلى بعض المجرمين ، ولا أراني قادرا على كتابتها ، ولكنّني أقول على سبيل الإجمال : لو صدق عشر من أعشار ما نقلوه فهو ممّا لا أظنّه واقعا طول تاريخ العالم ، وحقّا يثقل على النفس البشرية سماع جزء يسير منه ، فما ظنّك بالقدرة على تحمّله ، وهذا يعني أن لأستاذنا الشهيد بعدا آخر انكشف أمام العدوّ إلى جانب ما يعرف عنه المجتمع من أبعاد فهو معروف ببعده الفكري والعلمي ، وهو معروف ببعده الإيماني والروحي ، وهو معروف ببعده القيادي والريادي وهو معروف ببعده الخلقيّ العظيم ، وقد انكشف أخيرا أمام العدوّ اللئيم بعد آخر من أبعاده - رضوان اللَّه عليه - وهو مستوى صموده الكبير وتحمّله لما لا تتحمّله الجبال الرواسي تكاد السماوات يتفطَّرن منه وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدّا ، وإنّا للَّه وإنّا إليه راجعون ، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون . ولقد أثكل المسلمون في كلّ أنحاء العالم باستشهاده ، وسادت مظاهر العزاء والحداد والتظاهرات والإضرابات ومجالس التّأبين كلّ أرجاء العالم الإسلامي ، وقد رثاه الشّعراء بقصائد رائعة ، ومن أروعها ما أنشأه المرحوم السّيد الدّكتور داود العطَّار والتي مطلعها : باقر الصّدر منّا سلاما أيّ باغ سقاك الحماما ؟ أنت أيقظتنا ، كيف تغفو ؟ أنت أقسمت : أن لن تناما والقصيدة معروفة . وأبّنه العلماء الأعلام والمراجع العظام وعلى رأسهم : آية اللَّه العظمى ، مفجّر الثّورة الإسلامية في إيران ، وقائد المسيرة الإسلامية في العالم ، سماحة الإمام روح اللَّه الموسويّ الخمينيّ ( دام ظله ) الذي قال في تأبينه ما كانت ترجمته باللغة العربية كالتالي :