لكانت ثورة ناجحة ) قال له السّيد : » أنتم ضغطتم على حرّية النّاس ومنعتموهم عن التّعبير عن آرائهم وولائهم للمرجعيّة ، فجاؤوا إلى هنا ليعبّروا عن بعض ما في نفوسهم فما هو ذنبي « ؟ . ثم طلب المجرم من السّيد أن يفتح باب البيت ويعود إلى وضعه الطَّبيعي ، ويستقبل كلّ من يأتي لزيارته ، فرفض السّيد ذلك . [1] ثمّ استمرّ مسلسل المفاوضات إلى الفترة التي سبقت استشهاد السّيد - ره - بأسبوع ، عندئذ جاء ممثل صدّام وهو ( الشّيخ عيسى الخاقاني ) مع أحد ضباط مخابرات القصر الجمهوري وهو تكريتي يعرف ب ( أبي علي ) . تكلَّم الشيخ الخاقاني مع السّيد - ره - أوّلا بنغمة عربية ، فقال له : » إنّ صدّاما بعثني إليك والأخ أبو علي ( يشير إلى ضابط المخابرات ) يعرف ذلك ، ونحن نحاول حلّ الأزمة وترطيب الجوّ وإعادة الأمور إلى طبيعتها « . . . ثم تحدث عن عرب خوزستان وما يعانون من اضطهاد وتنكيل من قبل قادة الجمهورية الإسلامية ، لا لشيء سوى أنّهم عرب ، وقال : » يجب أن نفكَّر جميعا في إنقاذهم « ثم اقترح أن يقوم السّيد الشّهيد بتأسيس حوزة عربيّة في النّجف الأشرف ، وتساءل : » لما ذا تكون حوزة النّجف الأشرف دائما تحت سيطرة الإيرانيّين نحن يجب ان نؤسس حوزة عربيّة وأنت - سيّدنا - زعيم الحوزة والمرجع الأعلى فيها « فقال له السّيد - ره - إنّ ميزة النّجف الأشرف الَّتي يعتزّ بها النّجف هي أنّها جامعة مفتوحة لكلّ الجنسيّات والقوميّات ، يدرس فيها العربيّ والفارسيّ وغيرهما ، فما معنى أن تكون الحوزة عربيّة فقط ؟ الحوزة العربيّة موجودة فعلا إلى جانب الحوزات الأخرى . ثم تناول السّيد مسألة الاضطهاد المزعوم لعرب خوزستان وتحدّث عن ذلك بما خيّب آمال الخاقاني . ثم ذهب الشيخ عيسى الخاقاني ، وجاء مرّة ثانية مع ضابط الأمن فقال
[1] كأنّما كان هذا مصيدة لمعرفة من تبقّى من المخلصين .