حفظه اللَّه . وإليك نصّ كلام الشيخ مع تغيير يسير : توجس السلطة وخوفها : في الفترة التي سبقت أحداث رجب ، وتلت انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، منيت السلطة البعثية العميلة بخوف ورعب شديدين ، فقد أحست أن حدث انتصار الثورة الإسلامية في إيران يشكَّل خطورة كبرى تهدّد مستقبل الحكم ، ولا تعجب من ذلك لأن العراق هو البلد الأوّل المرشّح لثورة إسلامية أخرى ، فكلّ شيء في العراق كان يسير بهذا الاتجاه ، ولعل موقف السلطة من مرجعية السيد الشهيد ، ومن الحوزة العلمية ، ومن الحركة الإسلامية في العراق عام 1974 وما قبله ، أوضح مؤشّر على هذه الحقيقة ، فالأحداث كانت تسير باتجاه إقامة حكومة إسلامية ، ولم يكن يخفى ذلك على السلطة . ومن ظواهر الرعب تأكيد السلطة العميلة على لسان مدير الأمن العام ( البرّاك ) للسيد الشهيد ، بأن ( القيادة ) تؤيّد الثورة الإسلامية في إيران ، ولا تقف منها إلا موقف المساند ، وأشار إلى البرقية التي بعضها البكر المقبور للإمام الخميني ( دام ظله ) بعد انتصار - الثورة ، وقال : إن العراق كان من الدّول الأولى التي أيّدت الثورة الإسلامية في إيران وفي هذا اللقاء قال السيد الشهيد : إذا كان موقفكم من الثورة الإسلامية في إيران بهذا المستوى ، فلما ذا منعتم العراقيين عن تأييد الثورة الإسلامية في إيران من خلال التظاهرات الَّتي منعتموها واعتقلتم المتظاهرين ، رغم كونهم لم يستهدفوا إلَّا تأييد الثورة الإسلامية في إيران ؟ . . . فقال البرّاك : إنّ المواقف السياسية ، ومنها الموقف تجاه الثورة الإسلامية في إيران ، تحدّد من قبل ( القيادة السياسية ) فهي وحدها المسئولة عن ذلك وليس من حق أحد أن يعارض أو يؤيد إلَّا من خلال القرار السياسي الَّذي تتخذه ( القيادة السياسية ) . فقال السيد الشهيد : إنّك قلت قبل قليل إن القيادة السياسية أيدت الثورة ، وأن العراق كان من أوائل الدول المؤيدة لها ، أليس موقف الجماهير