عن العمل الحزبي درءا للخطر البعثي الخبيث عنهم ، الذي يؤدّي إلى إبادتهم . 4 - أن يكون المقصود بها فصل جميع الحوزات العلمية في كل زمان ومكان عن العمل الحزبي الإسلامي ( وعلى حدّ تعبير الأصوليين تكون القضية قضية حقيقية وليست خارجية ) وعلى الاحتمال الأخير يكون تعليقي على هذه الكلمة : أن هذا الإجراء سيؤدّي في طول الخط إلى انحراف الحركة الإسلامية الحزبية عن مسار الإسلام الصحيح نتيجة لابتعادهم في أجوائهم الحزبية عن العلماء الأعلام . فكتب لي ( رضوان اللَّه عليه ) في الجواب : إني قصدت المعنى الأوّل والثاني والثالث ، دون الرابع . وكان هذا كلَّه قبل انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران . أما بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، فقد عزم الأستاذ الشهيد - رحمه اللَّه - على تصعيد معارضته لحكومة البعث في العراق ونزوله إلى الميدان بشكل سافر نسبيّا ، وبهذا لم يبق مورد لمسألة الاهتمام بدرء الخطر البعثي الَّذي كان أحد ملاكات تلك الكلمة ( أعني فصل الحوزة العلميّة عن العمل الحزبي ) فإنّ الحوزة العلمية الواعية ستقع لا محالة وجها لوجه أمام السلطة الجائرة ، والخطر محدق على أيّ حال . وفي هذا التاريخ جاء السيد الهاشمي حفظه اللَّه إلى إيران ، وأخبرني بأن السيد الأستاذ بعث على أحد الوجوه البارزة آنئذ لحزب الدعوة الإسلاميّة ، وقال له فيما قال : إن كلمتي التي أصدرتها حول انفصال الحوزة عن العمل الحزبي قد انتهى أمدها . أقول : إني لا أفهم من هذا الكلام انتهاء أمد هذه الكلمة بالقياس إلى جهاز المرجعية الصالحة المفروض فيها أن تكون فوق الحركات والأحزاب ، وتكون في موقع الأبوّة والقيادة للأمّة بجميع أجنحتها وأفرادها ، وإنما أفهم منه انتهاء أمد هذه الكلمة باعتبار المعنى الثالث من المعاني الثلاثة التي قصدها منها .