العقل العمليّ : وأما المقام الثاني - وهو فيما يسمى عند المنطقيين بالعقل العملي [ 1 ] ، وعند المتكلمين بالحسن والقبح ، وعند الفلاسفة بالخير والشر ، وعند علماء الأخلاق بالفضيلة والرذيلة ، فقد وقع الخلاف في ذلك بين الأصوليين والمحدّثين ، فأثبت الأصوليون الحسن والقبح المدركين بالعقل ، وأنكرها الآخرون . قد مضى أن العقل العملي يحتاج في مقام استنباط الحكم الشرعي منه إلى ضم حكم العقل النظري إليه من قاعدة الملازمة أو استحالة صدور القبيح من الحكيم . إذن يقع الكلام هنا في جهتين : الأولى - في تحقيق الحال في أصل العقل العملي . والثانية - في تحقيق الحال في العقل النظري المنضمّ إليه ، أعني