القصور في عالم الجعل المرحلة الأولى : مرحلة الجعل ، وقد حمل المحقق النائيني ( رحمه اللَّه ) كلام الأخباريين على دعوى القصور في هذه المرحلة ، بمعنى أن كشف الحكم الشرعي عن طريق العقل وإن كان ممكنا ولا يمكن سلب حجيته عندئذ ، ولكن تقييد أصل الجعل عن طريق متمم الجعل بمكان من الإمكان ، فكأن هذا حمل لكلام الأخباريين على أمر ممكن وإخراج له عن فرضية إسقاط القطع عن الحجية الذي هو غير ممكن . أقول : قد مضى منّا بيان إمكانية جعل العلم عن طريق ما - كالعلم عن طريق العقل - مانعا بلا حاجة إلى متمم الجعل ، بل وكذلك يمكن جعل العلم عن طريق الشرع مثلا شرطا بمعنى أخذ العلم بالجعل شرطا للمجعول بلا حاجة أيضا إلى متمم الجعل . ولكنه يقع الكلام هنا في أن هذا التقييد هل يفيد لردع من توصل إلى حكم شرعي عن طريق العقل عن العمل بدليله العقلي ، كي نستطيع أن نسند عدم جواز الاعتماد على الدليل العقلي إلى هذا التقييد ، أولا ؟ . والجواب : إن هذا غير ممكن ، إذ لو تمّ لدى هذا الشخص الكشف