ذكريات عن حياة شهيدنا الصدر 1 - حدثني - رحمه الله - ذات يوم : أنه حينما كتب كتاب ( فلسفتنا ) أراد طبعه باسم جماعة العلماء في النجف الأشرف بعد عرضه عليهم متنازلا عن حقّه في وضع اسمه الشريف على هذه الكتاب . إلَّا أنّ الذي منعه عن ذلك أنّ جماعة العلماء أرادوا إجراء بعض التعديلات في الكتاب ، وكانت تلك التعديلات غير صحيحة في رأي أستاذنا الشهيد ، ولم يكن يقبل بإجرائها فيه ، فاضطر أن يطبعه باسمه . قال - رحمه اللَّه - إني حينما طبعت هذا الكتاب لم أكن أعرف أنه سيكون له هذا الصيت العظيم في العالم والدويّ الكبير في المجتمعات البشرية ممّا يؤدي إلى اشتهار من ينسب إليه الكتاب . وأنا الآن أفكر أحيانا أني لو كنت مطَّلعا على ذلك ، وعلى مدى تأثيره في إعلاء شأن مؤلَّفه لدى الناس ، فهل كنت مستعدّا لطبعه باسم جماعة العلماء وليس باسمي كما كنت مستعدّا لذلك أو لا ؟ وأكاد أبكي خشية أنّي لو كنت مطَّلعا على ذلك لم أكن استعدّ لطبعه بغير اسمي . رحمك اللَّه يا أبا جعفر وهنيئا لك على هذه الروح الطاهرة والمعنويات العالية العظيمة ، في حين كنت تعيش في مجتمع يتكالب أكثر أبنائه على سفاسف الدنيا أو زعاماتها ، أو كسب مديح الناس وثنائهم ، أو جمع ما يمكنهم من حطام الدنيا ونعيمها من حلال أو حرام .