أمرني السّيد الشّهيد - ره - بشراء مسدّس ليستفيد منه في حالة منع الأمن له من الخروج إلى الصّحن الشّريف ، وكان يقول : » وسوف أستمر في خطابي حتّى تضطر السّلطة إلى قتلي في الصحن ، لأجعل من هذا الحادث بداية عمل القيادة النّائبة « . وكان يقول : » ليس كلّ النّاس يحرّكهم الفكر ، بل هناك من لا يحرّكه إلَّا الدّم « يعني ( ره ) أنّه - لا شكّ ولا ريب - لو أنّ الآلاف من أبناء العراق يرون السّيد الشّهيد - بهذا الوجه المشرق بالإيمان والنور - صريعا في صحن جدّه ( ع ) والدماء تنزّف من بدنه الشّريف ، فسوف يتأثّرون بالمستوى المطلوب الَّذي يتوقّعه السيد ( رحمه اللَّه ) . وظلّ السّيد الشّهيد يفكَّر ويخطَّط في الوسائل الكفيلة لإنجاح مشروع القيادة النّائبة ، ولم أره طيلة فترة الحجز اهتمّ لأمر كاهتمامه بمشروع القيادة النّائبة ، فقد كان يعلَّق عليه الآمال ، ويرى فيه الحلّ للمشاكل الَّتي قد تواجه الثّورة في مسيرتها نحو تحقيق حكم اللَّه في الأرض ، وذلك بعد فراغ السّاحة منه بعد استشهاده ( رضوان اللَّه عليه ) . ولكن » ما كلّ ما يتمنّى المرء يدركه « فلأسباب خارجة عن إرادة شهيدنا العظيم لم يقدّر لمشروع القيادة النائبة أن يرى النور ، ولا حول ولا قوّة إلَّا باللَّه العليّ العظيم . المفاوضات التي أجريت معه : أما المفاوضات التي أجريت مع السّيد خلال فترة الاحتجاز : فقد حدثت لقاءات عديدة مع السّيد خلال تلك الفترة ، كان أوّلها : اللقاء الذي حدث بين السّيد وبين المجرم ( أبي سعد ) مدير أمن النّجف ، قال له المجرم - متناسيا كل ما صدر منهم من اعتداءات على السّيد : نحن ما ذا صنعنا كي تتأمل معنا هكذا ؟ فقال له السّيد : ما الذي صار ؟ فقال المجرم : إنّ حادثة ( رجب ) كانت ثورة ناجحة لولا حزم القيادة السّياسيّة ( يعني لولا العنف والإرهاب والاضطهاد الَّتي مورست بحقّ أبناء العراق البررة ، الذين جاؤوا يبايعون السّيد الشّهيد على الولاء والثّورة ، فلو لا الإجراءات القمعيّة الَّتي اتّخذت بحقّ هؤلاء