( رضوان اللَّه عليه ) فلنقتطع هنا للقارئين مقاطع من نصّ كلامه مع تغيير يسير . بعض مواقفه الإيمانية : قال حفظه اللَّه : « قبل أن أبدأ بالحديث عن المواقف المبدئية والأصلية لمفجر الثورة الإسلامية في العراق سيدنا الشهيد الصدر - رحمه اللَّه - أودّ أن أبدأ ببعض الجوانب الَّتي لا زالت تعيش في نفسي وفي وجداني حتى هذه اللحظة : إخوتي الأعزّاء : حين كان السيد الشهيد - رضوان اللَّه عليه - حيّا كنت أسمع - وهو كان يسمع - اتّهاما بأنه إنسان عاطفيّ أكثر من اللَّازم ، خاصّة وإنّ ظواهر الأمور كانت تدلّ على ذلك ، ولكن لا أحد يعرف سرّ وأساس عاطفة السيد الشهيد ( رحمه اللَّه ) إلَّا أولئك الَّذين عاشوا معه وواكبوه في السّرّاء والضّرّاء . إنّني من خلال تماسّي المباشر بالسّيد الشّهيد طيلة سنين طويلة ، أدركت أنّ الجانب العاطفيّ في حياة السّيّد الشّهيد جانب ظاهر وبارز ، ولكن لنا أن نسأل ما هو الأساس الَّذي يقوم عليه هذا الجانب من حياة السّيد الشهيد ؟ هل هو مجرّد دافع غريزيّ فطريّ ؟ أو هو قائم على أساس دافع إلهي وتكون العاطفة عاطفة من أجل اللَّه سبحانه وتعالى ، ومن أجل هذا الدّين العظيم الذي ضحّى من أجله ؟ لدينا أرقام تثبت أنّ الصّحيح هو الثّاني . وهنا أودّ أن أشير إلى بعض النّماذج : حينما صدر حكم الإعدام على الشّهداء الخمسة : المرحوم الشّيخ عارف البصريّ وصحبه - رضوان اللَّه عليهم - دخلت ذات يوم في حدود السّاعة الثّالثة ظهرا إلى مكتبة السّيد الشّهيد - ره - فوجدته في المكتبة يبكي بكاء شديدا ، فقلت له : سيدي ومولاي : إن كنت أنت هكذا تصنع إذن فما ذا يجب أن أصنع أنا ؟ حينئذ كفكف - ره - دموعه وقال لي : يا ابن واللَّه لو أنّ البعثيّين خيّروني بين إعدام خمسة من أولادي وبين إعدام هؤلاء لاخترت إعدام أولادي